Tue,Dec 24 ,2024

خسارة فقدان السلام الداخلي

2020-12-25


عندما أفكر بالسلام وخصوصا على المستوى الداخلي لا أفكر به كنوع من الرفاة بقدر ما أفكر به كضرورة لا بد من وجوده كسبب للحياة, وعن نفسي عندما أحاول أن أعرف ما الذي حدث لي بسبب عدم وجود هذا السلام بداخلي أكتشف كم أرهقنى هذا على مستوى الروح والجسد ,فعلى مستوى الروح كنت وما زلت مشدودا إلى أجواء مشاحنات تمنعني من العمل بشكل جيد وهذا ما دفعني لعدم الإستفادة من الخبرات والعلاقات التي أكتسبها يوميا لأن السلام لا يكون موجود بيني وبين فريق العمل الذي أتزعمه أو بيني وبين فريق العمل الذي أكون ضمن أعضائه.

إن قلة وجود السلام بداخلي دفعت بجسدي للتضايق من العصبية المفرطة والمستمرة وهاأنا أدخل عامي العاشر بمرض الصدفية الجلدية التي ينصحني الأطباء الذين زرتهم بأن العلاج غير مفيد لها في ظل العصبية و الإرهاق النفسي اللذي أعيشه وإرتباط هذا المرض بشكل كبير بالوضع النفسي.

إن عدم وجود السلام الداخلي والبحث المرهق عن اللاشيء يحاصرني ويجعلني أنسى أو أتناسى الكثير من الفرص التي كان من الممكن أن أستفيد منها على مستوى الداخل اليمنى والخارج, فعدم وجود سلام داخلي مع النفس يدفع بعدم وجود سلام مع العائلة والمؤسسة والشارع والصداقات, و بما يجعل من الإستنفار النفسي والعقلي والإبداعى أو لنقل الفكري يكيف نفسه إلى التفكير فقط في كيفية التغلب على النفس والأخر بما يهدم الكثير من البناء الذي قمت به أو قام به آخرون, ولست أدرى لماذا لا أحس بهذا السلام الداخلي, أهو الوضع العام الذي أعيش به على مستوى العائلة أم السن التي وصلت إليها ولم أحقق شيئا وما يزال العديد من الأحلام الخاصة بى موجلة؟ أو الوضع العام العنيف الذي يعيشه وطني منذ الكثير من الوقت؟, وهل هو الإحساس المفرط بالخوف على ما قمت به حتى الآن ورفض أي مقاربة نقدية لهذا النتاج " قصص وروايات " بل وعدم عرضها على الناس, أم هل هو خجل من أن يكون لأى نقد لما أكتبه تأثير كبير علي و يدفعني إلى التوقف عن الكتابة أو العمل؟ , أم هو غرور بشخصي والذي يجعلني لا أعرف أحد إلا وحاولت أن أثبت له أني العارف بكل شئ, وهذا مجهد على مستوى الروح والجسد.

الأسابيع الماضية وصلتني نسخة من كتاب للتعريف بمنحة نسيج"منحة التنمية الشبابية المجتمعية" والموجودة في الأردن وتقدم منح للمنظمات الشبابية في بعض الدول العربية وكان ضمن هذا الكتاب مجموعه صور قام بتصميمها مجموعه من الشباب وتحوى هذه الصور أنماط الشباب وشخصياتهم, وكان هناك شاب ينبت على شعرة مجموعة من البنايات الضخمة والمغزى الواضح من هذه الصورة معروف, وهى عن الشخص أو الشاب الذي يحمل فوق كتفيه هموم العالم ويسعى لحل مشاكل الآخرين قبل أن يحل ولو جزء بسيط من مشاكله, وساعتها أحسست أن هذا أنا؟! فبالرغم من وجود العديد من المشاكل بداخلي إلا اننى أهرب منها دائما إلى البحث عن مشكلة أي شخص بالجوار والمساهمة في حلها, أو كما افعل الآن عبر كتابة موضوع عن السلام والتنظير له وأنا لم أصل بعد إلى تفسير شخصي للسلام الداخلي مع نفسي .

بصدق وأنا أكتب هذا الموضوع عن السلام فكرت بداخلي عن " مالي أنا والسلام " فليذهب كل من يستعرض عضلاته على الأخرهو والأخر إلى الجحيم وبمفرده مصرية " يتحرقوا بقاز" وبمفردة سورية " فخار يكسر بعضه " ولأهتم حاليا بموضوع أنني لم أخرج خلال شهر رمضان إلى أي مكان للتنزه, ولم أذهب حتى ألان لشراء ملابس للعيد, ولم أخطط لما سافعلة في أيام العيد, وكيف يمكن أن أتمتع به بشكل جيد, فكل هذا لم أخطط له ولا أدري لماذا بدأت بكتابه موضوع بل ومواضيع عن السلام وطرحت كل مشاكلي وأعمالي جانبا.

هل هو هروب من الواقع إلى فسحة التعبير والتنظير أم ماذا ؟أهذا هو نمط شخصيتي ولن أستطيع التخلص منه ؟ وهل هذا النمط من الشخصيات المشابهة لي موجود بكثرة؟ , وحتى متى ستظل مشاكلي الشخصية مجمدة دون حل؟, وحتى متى سأظل أنظر لمشاكل الآخرون من حولي ولا أبحث عن السلام بداخلي.

أليس الخروج للبحث عن حلول سلام للعالم قبل البحث عن حلول للنفس هو قمة العبثية ؟