Tue,Dec 24 ,2024
خارطة المنظمات الشبابية في اليمن
2020-12-25
أن تصدر خارطة للمنظمات الشبابية اليمنية لهو أمر ذو قيمة عالية, ويحمد للقائمين على هذا الدليل جهودهم المباركة التى تسعى لتذليل عمليات التواصل بين المنظمات وتقييم أداءها ودرجة قربها من الشباب ومشاكلة وقضاياه, وبالتالى فالشكر موصول للبرنامج اليمنى الألمانى للصحة الإنجابية والذى أصدرته بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ووزارة الصحة العامة والسكان, رغم إعتوار هذا الدليل لعيب خطير يجعل منه يفقد قيمته تدريجيا وسريعا مما يجعل من السوأل حول تكاليف تجميعه وإنتاجه ضروريا فى ظل هذا العيب.
أحتوت الخارطة على حوالى 150 منظمة شبابية فى اليمن ضمت بداخل كل منظمة العنوان و أرقام الإتصال كالفاكس والهاتف مع أسماء بعض من الهيئة الإدارية, وعدد الأعضاء والمجموعات المستهدفة, والأهداف والأنشطة وأشكال التعاون مع المنظمات المحلية والدولية , وهذا يجعل من الدليل ذو قيمة كبيرة للعاملين فى مجال الأنشطة الشبابية فى اليمن, ولكنه لا يستطيع التعمير طويلا بإعتبار ان الكثير من المنظمات اليمنية تبدو كالغجر الرحل من مكان لأخر بسبب الإيجارات والتنقل المستمر من جهه الى أخرى مما قد يغير من أرقام الإتصال بها.
إن هذه المقالة تركز على بيانات الإتصال التى تتصف بالديمومة وأقصد هنا البريد والموقع الإلكترونى ,والذى يجعل من المؤسسة المعنية متاحة على شبكة الإنترنت على مستوى واسع, و هذا عدا ما تتيحه الإنترنت من قدرات فى مجالات التواصل مثل إرسال الرسائل النصية والمسموعة والمرئية وإمكانية تكوين الشبكات والتحالفات, وأيضا الثبات في المعلومات, ومهما تغير موقع المؤسسات على الواقع فمن الممكن أن يكون لبيانات اإاتصال الالكترونية ديمومة على مدار سنوات طويلة, وهذا ما يجعلنى أعتقد هذا الدليل لن يستطيع العيش لأكثر من سنة واحدة أو سنتين على الاكثر لتصبح كل المعلومات الموجودة بداخله غير ذات قيمة.
إن عدم إحتواء الدليل على المعلومات الرقمية للمؤسسات معيب وغير مفهوم فالمعلومات الرقمية تتصف بالديمومة,وقدرتها على خلق تواصل قوى بين المنظمات بعضها ببعض وبينها وبين المؤسسات خارج اليمن على إعتبار أن الكثير من المؤسسات فى الخارج والتى يمكن ان يكون لها نشاط قادم فى اليمن تبحث عن المنظمات العاملة في مجال أنشطتها, وتبحث أول ما تبحث عن البريد الإلكترونى للتكلفة الباهظة لوسائل الإتصال التقليدية, وعدم تقديمها ما يقدمه البريد الإلكترونى من خدمات كإرسال سريع للمستندات الورقية والصور وأفلام الفيديو, وإن ما يجعل هذا الدليل يفقد قيمته سريعا هو عدم إحتوائه على هذه المعلومات الرقمية , وأعتبر أن عدم وجود هذه المعلومات بهذا الدليل يعنى:
- يوجد لدى المؤسسات عناوين إلكترونية ومواقع ولكن لم يتم الإنتباه لها لدى القائمين على تجميع الدليل وهذا قصور من قبلهم .
- أن المؤسسات التى قدمت المعلومات التى تخصها لدى جامعى الدليل لم تقدم بيانات الإتصال الرقمية أو أنه لا يوجد لديها طرق إتصال رقمية أصلا وهذا يحتاج لأمرين :
- فى الحالة الاولى يعنى أن المؤسسات لا تعرف قيمة وسائل الإتصال الرقمية فى العملية الإتصالية والتشبيك و التواصل الثرى القائم على معلومات موثوقة وهذا يحتاج لتوعية المؤسسات بقيمة الأدوات الرقمية فى العمل المجتمعى.
- فى الحالة الثانية, لا يوجد لدى المؤسسات أدوات إتصال رقمية وهذا يحتاج لبناء القدرات فى مجال الادوات الرقمية للمؤسسات العاملة فى مجال الشباب, والتى تضمنتها الخارطة الشبابية لتصبح قادرة على التواصل الحقيقى بما يتيح نجاحين رئيسيين وهما :
- على مستوى المدخلات (بناء قدرات المؤسسات على البحث عن الموارد والمصادر والمعلومات على الإنترنت بما يجعلها تدفع نفسها لبقعة أكثر إحترافية).
- على مستوى المخرجات ( بناء قدرات المؤسسات التى تضمنتها الخارطة فى مجال تصميم و مل مواقع الويب بما يدفع بأن تكون هذه المؤسسات متاحة على الإنترنت للقراء والمهتمين بأعمالها).
أشكر كل من ساهم فى هذا العمل المثرى للحراك المجتمعى فى مجال الشباب وأؤكد أن تطوير هذه الخارطة فى المستقبل يجب ان يدفع بالعاملين فى هذه الخارطة لتضمين مؤسسات أخرى من جانب, وتضمين وسائل الإتصال الإلكرتونية لأهميتها فى مجال التواصل التى يوما بعد يوم تصبح أكثر أهمية من الهواتف و العنوان على أرض الواقع .