Tue,Dec 24 ,2024

حماية الطفل في المظاهرات والإعتصامات

2020-12-25


حماية الطفل في أوقات الطوارئ والأزمات السياسية أو العسكرية, أو في ظل وجود أزمة مجتمعية له أولوية مطلقة في العديد من البلدان التي تنظر لهم بصفتهم ثروة البلاد الأكثر أهميةو التي لا يمكن تشويه أفكارها أو قتل أرواحها بأية فكرة لدى أي طرف من أطراف النزاع, وتعرض الأزمات الإنسانية ومنها الخلافات السياسية والكوارث الطبيعية حقوق الطفل في البقاء والنماء والحماية من المشاركة للخطر, ومن بين هذه الأخطار تدنى مستوى التغذية للأطفال و عدم ذهاب الأطفال للمدارس بالإضافة لرفع معدل الخطورة على الأطفال وصحتهم ونمائهم الجسدي والنفسي.

فى اليمن أعلنت بعض المصادر الخبرية التابعة لهذا الطرف أو ذاك من أطراف النزاع السياسي الحالي مقتل أكثر من 37 طفلا منذ بدايات الأزمة السياسية وبدء التظاهرات في فبراير 2011 وهذا كثير جدا في مظاهرات يفترض بها أنها سلمية كما يعلن الثوار وأن النظام يتعامل معها بكثير من السياسة وقليل من العنف إلا ما حدث في جمعة الكرامة وبعض المصادمات هنا وهناك.

أن يتعرض الطفل في حراك سياسي للضرر يستدعى خطوات عاجلة من جميع الأطراف للإتفاق على عدم مشاركة الأطفال في التظاهرات والإعتصامات.

يشترك أطراف النزاع في اليمن في دفعهم الأطفال للمشاركة في الإعتصامات والتظاهرات دون معرفة بالخطورة المحدقة بهم أو عن تجاهل متعمد بأثر وعواقب هذه المشاركة في هذه الأنشطة التي يقوم بها الطرفين وخصوصا في ظل الأمان الغير جيد في معظم ساحات الإعتصام للجانبين.

ولا يعتمد مشاركة الطفل في هذه الإعتصامات والتظاهرات على مبداء مشاركة الطفل الذي كفلته إتفاقية حقوق الطفل لأن هذا المبداء لا يفترض تفعيله في مثل هذه الأوضاع فحق الحياة للطفل له الأولوية على أي حق أخر.

إن طرق التعامل مع الأطفال في الظروف الحالية له محددات تفترض عدم تعرض الطفل للعنف أو المشاهد العنيفة, وما نشاهده في التلفزيون وعلى شاشات الإنترنت وعلى الواقع أيضا, وهناك طرق تعامل للأطفال في مثل هذه الظروف ومنها الإجابة على أسئلة الطفل بشكل جيد ومفهوم له وبطريقة لا تحتوى العنف في الألفاظ أو العبارات أو إظهار مشاهد عنيفة أمامه ليفهم , أو التناقش بين الكبار في مثل هذه المواضيع أمامه حتى ولو كان منشغلا بأشياء أخرى في المنزل فهو يستمع ويرى كل شئ ويؤثر ما يسمعه ويراه في نفسيته تأثيرا كبيرا.

ومن المهم الحذر في التعامل مع الأطفال في ظل الظروف الحالية والعمل على إنتاج برامج و مواد وطرق وأفكار للتعامل معهم حتى لا تصبح هذه الفترة من تاريخ اليمن سببا في تضرر الأطفال.

إن عدم مشاركة الأطفال في المظاهرات أو الإعتصامات أو المواجهات المسلحة, ورفع مستوى الوعي بالأخطار التي تصيب الأطفال في مثل هذه النششاطات السياسية أو العسكرية مفهوم مهم للغاية ويجب أن يكون تنفيذه إجباريا.

إن الأطفال حساسون جدا لما يحدث حولهم وحان الوقت للدفع بإتجاه حمايتهم من أي خطر مهما كان مستواه والعمل على إزالته وعدم إيصاله إلى الأطفال بأي شكل من الأشكال .