Mon,Dec 23 ,2024
تمازج
2020-12-25
ما الذي يعنيه أن تكون زيديا يمنيا على سبيل المثال, أو شافعيا يمنيا ؟ هل هذا يعنى أنك يجب أن تكون كذلك ولا شئ غير ذلك؟ أم أنك في المجمل يجب أن تملك هويات متعددة, ويفترض أن تتمازج فيما بينها لتكون مواطنا ذو ثقافة عالمية لا تنسيك أهمية التحديق في قضاياك المحلية.
هذا عين ما ذكره أمارتيا صن في كتابة عن الهوية والعنف, فليس معنى أن تكون صربيا أن تقتل المسلمين في البوسنة فأنت كإنسان أو أنا كإنسان أقول عن نفسي أنني مثلا , زيدي المذهب, مسلم الديانة, يمنى الجنسية, ليبرالي اقتصاديا, وعلماني سياسيا, وأؤمن كثيرا بحقوق الإنسان, وأنشط بهذا المواضيع, لأنها تعطيني ذلك الإحساس بالشمولية و العدم استثناء أي فرد وعدم التمييز على أي فرد فهذا مهم لكل إنسان, فلا يجب أن يسيطر علي إنتمائي المذهبي أو الديني عن إنشغالي أو تنويع إنتمائاتي الوطنية والعالمية والمفاهيمية وعلى مستوى القضايا التي أؤمن بها.
في طريقي لذلك التنوع أحاول أن أدرك أهمية الثقافة في دعم هذا الاتجاه مثل الإيمان بالحقوق والحريات والتنمية في العالم,.
إدراكي ينصب في إن أحد أهم أسباب غياب الديمقراطية والمشاركة المجتمعية للأطفال والشباب والإنسان بعامة في مجالات حقوق الإنسان والحريات العامة والتنمية ومشاركة العالم همومه و قضاياه والمساهمة في حلها هو تدنى وجود الإحساس بالقيمة الإنسانية للشخص نفسه وعدم رؤيته لنفسه كإنسان يجب أن يحتوي موارد علمية ومذاهب فكرية وإعتقادات دينية وقضايا يؤمن بها, وإنغماس الكثير من الناس بمكون واحد يشكل حياتهم وتاريخهم وأنشطتهم
إن الثقافة الأولية للقضايا الملحة في الشارع اليمنى المحلى تسيطر عليه الأمية الأبجدية والعلمية و الثقافية والتقنية والإنغلاق على الذات والفكر والتناول للقضايا على مستوى القاعدة الشعبية, وأيضا فى الشارع العالمي الذي تسيطر عليه أوهام التخصص الذي يجعل من كل شخص عالما في مجاله ولكنه جاهل تقريبا بقضايا كثيرة خارج نطاق هذا التخصص فليس عالم الذرة بأوسع علما من عامل البناء الغير متعلم في أحد شوارع أي عاصمة إذا تحدثنا خارج نطاق هذا التخصص, وبالتالي فليس هذا مجديا لعدم استطاعه المجتمع ممارسة حقوقه وحرياته وديمقراطيته لتدنى الثقافة العامة لدى الكثير والكثير من الناس حول هذه مجمل القضايا وبمعنى أدق فاقد الشئ لا يعطيه.
إن مبداء الثقافة الشمولية والمتنوعة والعالمية تعنى بالنسبة لي الحصول على الحد الأدنى من المعلومات والأفكار حول القضايا المحيطة بالإنسان في مجالات الحقوق الإنسانية والحريات الأساسية والتنمية والبيئة ومعرفة بالف باء الثقافة والأداب والقراءة والمشاهدة , والإنخراط في قضايا العالم كما هو الإنخراط في قضايا الوطن ليستطيع هذا الإنسان التعامل مع كل قضاياه ويساهم في الحلول لقضايا الإنسانية بقوة وبإدراكه لأهميته وتأثيره كإنسان.
إن كل شخص مهم, وكل شخص يستطيع التأثير على نفسه وأسرته ومحيطة المحلى والعالمي سلبا أو إيجابا فقط إذا كان يرغب بعمل ذلك فسوف يجد الطريقة ليقدر على المشاركة بحماس في التأثير على جميع مستويات محيطه.
إن الرغبة والقدرة هما الأداتان الأساسيتان للتغيير و الحصول على ثقافة عالمية ملهمة وعادلة ومنصفة .