Mon,Dec 23 ,2024
تعرية الرجل في الأغنية العربية
2020-12-25
بداء الغناء طربا يستعرض الصوت وإمكاناته والموسيقى وجمالها , ويستهدف الأذن وليس العين, وانتهى الغناء جسدا يستعرض الأثداء النسوية والعضلات الذكورية, ففى بدايات أغنية الفيديو كليب كانت المرأة هي المسيطرة سواء كانت هي المغنية أو الموديل, و تستعرض جسدها وحركاتها المغرية على جمهور المشاهدين وقد كتب الكثير في هذا الشأن في العديد من المجلات والمنتديات الالكترونية عن تسليع النساء والمواضيع الأخلاقية المرتبطة بهذا المفهوم.
في الآونة الأخيرة بداء الرجل ينافس المرأة في الظهور بجسده على شاشات الفضائيات حيث بداء الرجل كمطرب أو موديل يستعرض كما تستعرض المرأة جسدها لجمهور المشاهدين وهذا في النهاية قد لا يشكل مشكلة لدى الكثير بإعتبار أن الرجل في الأدبيات الدينية عورته تمتد ما بين السرة والركبة وهذا ما لم يظهر به أي مطرب أو موديل في ما يسمى بالفيديو كليب, وبالتالي فهم ما يزالون ضمن إطار الأخلاق ” حسب رؤية البعض كما أعتقد ” بينما تشكل المرأة عورة بشكل كامل ما عدا الوجه والكفين في الأدبيات الدينية والصوت أيضا يعتبر عورة ضمن هذا الإطار مما يجعل كل النساء اللواتي يمارسن حرفة الغناء مخطئات.
إن الرجل بداء هذه الفترة التي تعرى فيها تقليدا منه لشكل من أشكال الحضارة الغربية التي لا تعتمد فقط على المرأة في الإغراء سوء في الأغنية أو الفيلم أو حتى على مستوى الشارع في ” نوادي التعري ” ولكنة أيضا إعتمد على الرجل في جميع الأشكال السابقة بما فيها الرقص والتعرى في النوادي للشواذ والعوانس, ولكن ما الذي يدعو الرجل العربي ضمن ما يسمى الفيديو كليب إلى التعري سواء كان مطربا أو موديلا وما الذي يدعو الرجل الشرقي إلى الظهور في أغلب الأغنيات المعاصرة بثيابه الداخلية هل المغزى فعلا أن يعطى الفيديو كليب نسخة حقيقية للرجل المعاصر أو الشاب المعاصر وخصوصا في البيت أم ماذا.
يا مجنون .. بدايات التعري :-
ربما يكون هناك أغاني قد سبقت كليب يا مجنون للفنانة أصالة نصري كان فيها الرجل المتعري هو العمود الفقري لسيناريو الفيديو كليب ولكن قد نعتبر أن فيديو كليب يا مجنون كان من البدايات الناجحة لظهور الرجل الموديل عاريا في كليب ” كسر السوق ” كما يقال في حينه مما يمكن أن يجعل من هذا الكليب ضمن أوائل الأغنيات التي ساهمت في تعرية الرجل, وقد لحقت العديد من المطربات بالنجاح الساحق الذي حققته الأغنية وبدأت بالظهور أشكال متعددة من الشباب العراة داخل الفيديو كليب الخاص بهن, وأحيانا لا تظهر أغنية ظهر فيها الرجل عاريا في أغنيات العديد من المطربات اللواتي كسرن السوق الغنائي في العالم العربي على اعتبار أن وجودهن هن يكفى وتأتى على رأس القائمة نانسي عجرم إلا في تجربة أو تجربتين فقط والبسا التي لا تعتمد على تعرية الرجل بقدر ما تعتمد على ظهورها هي بشكل مغرى بالإضافة إلى إعتمادها على الشكل الكامل للأغنية والسيناريو الخاص بها والذي يعطى كما كبيرا من التحرر ومن خلاله يتم الاستغناء عن تعرية الرجل, وكذا الأمر بالنسبة لهيفاء وهبي وروبى وإن ما تقدمه تلك المطربات فية ما يكفى من الإغراء, وتأتى تعرية الرجل في الأغنية العربية الحديثة واضحة ومكرسة بشكل كبير في أغنيات بعض المطربات الناشئات اللواتي يعملن على زيادة نجاح الأغنية المصورة التابعة لهن ليس عن طريق جسدهن فقط ولكن عن طريق أجساد الموديلات المصاحبين لهن .
جاد شويرى .. التعري للأنا.. والأخر.
جاد من المطربين أو المغنين والمخرجين المثيرين للجدل , فمنذ البدايات بداء جاد بالعمل على تكوين أغنيات خاصة به ظهر فيها بأسلوب يمتهن الإغراء أكثر من الطرب, وأعتقد أن هذا التعري أو شبه التعري الذي يمارسه جاد شويرى يأتي عن ثقته بنفسه ولكن ربما كان يعتقد أن هذا أيضا يشكل رواجا لأغنيتة المصورة عند قطاعات معينة من المشاهدين , وهو في الأغلب يكون جريئا عندما يكون مخرجا أكثر من جراءته عندما يكون مطربا ففي أغنياته المصورة لمطربات أخريات أو مطربين يلجا جاد إلى تعرية الإثنين بشكل متساوي ليضمن القدر الأكبر من المشاهدين اللذين يتابعون القنوات الفضائية الغنائية وقد يكون من المهم الذكر أن القنوات الترفيهية تعتبر من أعلى القنوات مشاهدة وتعتبر لبنان ومطربيها من أكثر الناس تعريا في الأغاني المصورة ويأتي هذا الإعتقاد أن الأغنية الأكثر جرأة هي الأغنية الناجحة وهي التي تظهر من الجسد ومن كلمات الأغنية الكثير من الشبق والرغبة .
وما زلنا في المخرجين ولكن من جانب الإناث منهن والتي تأتى على رأسهن نادين لبكى قدمت أغنية كانت من أهم الأغنيات التي ساهمت في تكريس الرجل المتعري” أخاصمك أة ” والتي كان السيناريو الخاص بها يدور في مطعم أو ربما كان قهوة وأغلب الظن أنة كان غرزه للشباب اللذين ظهروا مستعرضين لعضلاتهم أمام المطربة وهم جالسون على كراسيهم والتي كان نجاحها مؤديا إلى أن تصبح هذه العملية إحدى أسرار نجاح نادين لبكى والمطربات اللواتي أستعن بها فيما بعد.
السوأل هو .. نحن نفهم نجاح أغنية لظهور نساء في أوضاع مغرية ضمن أحداثها فما الذي يدعو إلى نجاح أغنية لظهور رجال في أوضاع مغرية أو بملابس تظهر أكثر مما تستر , أليس هذا سوال يعطى إجابة صعبة التصديق وتمس اعتقادات لدى الشارع العربي في أنة يخلو من بعض الأنماط البشرية وهو إعتقاد خاطئ ولكن ما يزال مسيطرا .
أغنية في حمام :
حتى المطربات اللواتي أعتقد الشارع العربي بجودتهن وعدم استعمالهن لهذه الثيمات للنجاح بدأن في العمل على أن يكون للرجل مساحة في أغنياتهن المصورة ونحن هنا ما زلنا في لبنان, ففي أغنيتها الجديدة التي تتحدث فيها المطربة ديانا حداد عن الحياة العادية بين زوجين تم إستغلال جسد الرجل بشكل أشبة بالمستمر طوال مدة الأغنية المصورة والتي كانت ويا في حمام حتى أنة لم تظهر المرأة برغم أنها كانت موديلا رئيسيا داخل الأغنية المصور ه بنفس القدر من التعري الذي مارسه الرجل داخل الأغنية بالرغم من أنة لم تكن توجد أهمية درامية لهذا التصرف إلا إذا كان للمخرج والمطربة ديانا حداد رؤية أخرى, وهناك العديد من الأغنيات التي تم تصويرها أو تصوير بعض لقطاتها في الحمامات ولا مجال لسردها هنا ولكنها تظهر حجم الاستعانة بالأمكنة الأكثر خصوصية في نجاح الكليب المعاصر كغرف النوم والحمامات .
مطربوا مصر … ولماذا نحن !!؟؟
يكمن السر في مطربوا مصر ليس في التعري بشكل يتناسب مع التعري اللبناني ولكن يأتي الإغراء هنا من جانب المرأة أو الرجل عبر الكلمات وكذا الحركات التي تقدمها المطربة أو يقدمها المطرب وتكون إيحائية بشكل كبير, ومع ذلك فقد لجاء العديد من المطربين إلى هذا النمط من الترويج لأغانيهم عبر إستعراض الجسد أكثر من تقديم الأغاني بالشكل الذي يتناسب مع كلماتها .ويأتي على رأس مستعرضوا الجسد المصريين تامر حسنى,وخالد سليم بالرغم من بعض توجهاته الطربية في بعض الأحيان, ومصطفى قمر حاول الدخول بقوة إلى هذا المجال مستعينا بما يعتقد بأنها وسامة ما يزال يحتفظ بها, وقد حاول بعض المغنين ممن يعتبرون من الكبار في السن الإحتفاظ بنفس الوهج الذي يتيحه لهم تقديم الجسد ضمن ما يقدمونه في أغانيهم ومن هولاء يأتي عمرو دياب كرائد من رواد الأغنية الشبابية, وبالرغم من أن الأغنية الشبابية بدأت بشكل لفظي حيث كانت تتخذ طريقا مغايرا للكلمات القديمة مع بدايات ” لولاكى لعلى حميدة ” إلا أنها كانت تحتفظ بالرجل وحتى المرأة ضمن نطاق من التحفظ في مجال الملابس وهذا ينطبق على كل الجيل الذي عاصر الأغنية الشبابية إبتداء بعلي حميدة ومحمد ثروت وهاني شاكر وعمرو دياب في البدايات ومن لبنان نجوى كرم وراغب علامة ووليد توفيق والى حد ما عاصي الحلانى .
بدأ في مصر الإتجاه نحو إستعراض الجسد بشكل كبير مع ظهور أغنية ” قمرين ” لعمرو دياب والتي وإن لم تلجاء لتعرية المطرب إلا أنها لجأت لتعرية الموديلات اللواتي ظهرن معه وحركاتهن المثيرة, ويستعين عمرو دياب في أغنياته المصورة الحديثة بمخرجين من خارج الوطن العربي وتظهره العدسة التي تسيطر عليها عين غربية على الأغلب بشكل مدروس من الإثارة و شبة التعري ولم نقل تعريا لأن عمرو دياب غالبا ما يظهر جسده عبر الثياب المختارة بعناية وكذا عبر الظهور بملابس تظهر جانب كبير من جسده العلوي وخصوصا فى أغنيات ” ليلى نهاري “ومن لينان ومصر إلى الخليج العربي والذي يسيطر عليه مجموعة من المطربين الكبار واللذين لا يسمح سنهم وتاريخهم الفني بعمل ذلك ولكن في الغالب الأعم ما يكون سيناريو الأغنية المصورة محتويا على موديلات من الفتيات والشباب اللذين يقومون بفعل الإغراء والإثارة لجانب المشاهدين من ذكور وإناث, وهذا ينطبق حتى على المطربين الجدد في الخليج العربي للذي لم يستطيعون الوصول إلى جراءة جاد شويرى أو حتى تامر حسنى من مصر .
بعد إنهيار حكم صدام حسين بدأت العراق تدخل إلى سوق الأغنية العربية بمجموعه من أغنيات اكتسحت السوق العربي في فترات متقطعة وما زالت الأغنية العراقية المعاصرة تستنزف هذا النمط من السيناريو المصور والذي يعتمد غالبا على فرق راقصة من الفتيات وتقديمهن على الشاشة في رقصات يغلب عليها الإغراء رغم أنها في أغلب الأحيان لا تخدم الأغنية ولكن الجمهور عاوز كدة .
أعتقد أن هذه العواصم هي التي قدمت الجزء الأكبر من الأغنيات المعاصرة حيث أن الكثير من البلدان العربية الأخرى ما زالت غارقة في محليتها بالنسب للأغنية وطرائق تصويرها وكذا محدودية نشرها التي لا تخرج عن نطاق قناة الدولة الرسمية مثل اليمن والأردن وسورية وبعض بلدان المغرب العربة والسودان .
خدعة النيو لوك :
بالرغم من ظهوره في بداياته بالبذلة الكاملة سواء في أغنية مصورة أو في حفل مباشر إلا أنه بعد التغيير الكامل في شكله وهيئته قام بتغيير بعض قناعاته وأحس ربما أن لجسده عليه حق وأن للمشاهدين حق في رؤية جسده وهكذا كان وائل كفوري قبل وبعد ” النيولوك المزعوم ” فمع التغيير بدأنا نشاهد وائل كفوري بثيابه الداخلية ضمن أغنياته المصورة ليلحقه رامي عياش فقد غير هو أيضا من ” النيولوك ” الخاص بة ونزل من مسرح الحفل المباشر إلى جنة الفيديو كليب ولكن بشكل أكثر تطرفا من وائل كفوري بحيث إستطاع المشاهد أخيرا أن يرى رامي عياش في الحمام أو يجرى شبة عار في فيديو كليب أخر , ومع تطويل شعر وائل كفوري وحلاقة شعر رامي عياش ظهرت الفوارق أخيرا بينهما.
ولنعد للسؤال, لمن يتجه الرجل بالتعري إذا كانت المرأة طوال فترة الأغنية الشبابية إتجهت نحو إرضاء المشاهد الذكر عبر جسدها وصوتها؟
بالطبع ليس للرجال فما هي المتعة التي قد يكتسبها الرجل من رجل أخر يشاهده في إستعراض أقرب إلى التعري, في الغالب ما تتجه هذه السياسة التي بداء يعتمدها المخرجون في العواصم الفنية العربية إلى تلبية رغبات العوانس في المنطقة العربية وربما لا يكون هذا الهدف هو المعلن بالتأكيد ولكن ربما يكون في لا وعى المخرجين والمطربين والموديلات اللدن يساهمون في صنع الأغنية المعاصرة, وبرغم أن هذا الظن أو الاعتقاد قد يجد معارضة شديدة لدى البعض اللذين لا يعتقدون بوجود هذه الأنماط في مجتمعنا العربي إلا أن البعض الأخر قد يؤكد ذلك من خلال التعداد الكبير للعوانس في الوطن العربي.
هل الرجل الرث مثير :
هكذا تؤكد أغلب الاغانى المصورة والتي كلما كان المطرب أو الموديل أكثر رثاثة من ناحية الثياب وكلما ظهر دون تلميع كان أكثر إثارة , ففي الماضي سواء كانت الأغنية على الهواء في حفل أو في أغنية مصورة كان المطرب يظهر ببدلتة الكاملة , ولكن الحاضر يعطينا نسخ من أغاني مصورة بلا عدد يسيطر عليها مجموعة من المطربين و الموديلات الذكورية ببنطلونات الجينز الممزقة والفانيلات الداخلية, وربما أيضا بدون تسريح للشعر ودون تهذيب اللحية.
هذه هي شفرة النجاح في الأغنيات المصورة المعاصرة , وهل هذا هو الواقع والأغنيات المصورة تقدمة بمصداقية أن هذا هو نمط من السيناريوهات التي أثبتت نجاحها ويجب أن تستغل إلى أبعد مدى ؟ولكن ما هو أبعد مدى ؟, فهل سيظهر علينا مطرب أو موديل في المستقبل القريب عاريا حتى من ثيابه الداخلية , أغلب الظن أنة سيكون من الأغنيات المصورة الناجحة في ذلك الحين ولكن من سيتجراء أولا جاد شويرى من لبنان أو تامر حسنى من مصر ..أم ربما الاثنين .
قنوات الميلودى .. تعرى أكثر .. إعلانات أكثر .. ملل أقل :
هكذا هي الميلودى والتي تقوم في الوقت الحضر بتصوير العديد من الأغنيات التي تبث على قنواتها العربية وقناة الهيتز, ويأتي اختيار الميلودى هنا لتعرية الرجل أكثر من تعرية المرأة في بعض الأغنيات المصورة للقناة كاستراتيجية للنجاح والتميز عن القنوات الأخرى .وأغاني الميلودى في الغالب رخيصة التكاليف بحيث لا يحتاج الأمر إلا سرير أو حمام مع شاب أو بضع شباب وفتيات يظهرون أكثر مما يسترون لينجح الفيديو كليب المعاصر, وتعمل قنوات الميلودى بشكل كبير على تعرية الرجل أكثر مما تعرى المرأة وخصوصا القناة الميلودية ( قناة الميلودى تينز ) .وتتميز هذه القناة عن غيرها بأنها مخصصة للأغاني الغربية والتي نعطى من التعري أكثر بكثير مما تعطيه الأغاني والقنوات العربية وخصوصا في مجال الأغنية السوداء للافرو إمريكان , وكذا أغاني بعض النجوم المعاصرين مثل روبي وليامز و ريكى مارتن .ويبلغ التعري للرجل في الأغاني المصورة في الغرب شكل حاد كما في بعض أغاني الشواذ جنسيا والتي لم تبلغ قنوات الميلودى هذه الجرأة بحيث تعرضها ولكنها تقود بدبلجة الأغنية لتقطع اللقطات في الأماكن التي لا يستطيع المشاهدين العرب حتى المتحرر منهم مشاهدة هذه الأنماط البشرية على الشاشة.