Mon,Dec 23 ,2024

اليمن بلد التنوع

2020-12-25


لا يوجد دولة أكثر من اليمن تنوعا فى الجانب الثقافي فعبر الإنتقال من قرية لقرية تجد نمط مختلف من الرقص الشعبي والأهازيج والأغاني واللهجات والأطعمة بالرغم من وجود دولة أو عدة دول تحتوى على نمط واحد من الرقص والأغاني واللهجات أيضا.

إن التراث الشعبي فى الحكايات و القصص والأساطير في اليمن متنوع بقدر تنوع أهلها في جميع مناحي الحياة, وحتى فى المدن والتي تكونت عبر الهجرة من الريف إلى المدينة تجد نمط الأثاث والأطعمة مختلف من بيت إلى البيت الذى بجواره.

 إن اليمن أكثر تنوعا ثقافيا من أى دولة فى العالم , ولا أحد بإمكانه أن يجعل اليمنيين أصحاب إتجاه واحد أو رؤية واحدة أو أتباع لمنهج واحد.

إن العيب الأكبر هو التوجه لدى بعض الجماعات لتشويه هذا التنوع والعمل على فرض التشابه في الشارع اليمني ليسهل السيطرة عليه والتكسب من وراءة بالرغم أن التنوع أكثر جدوى إقتصاديا بكثير من التشابه كما تخبرنا بذلك العديد من التجارب في العالم.

وكمعرفة بتجربة مهمة في أثر التنوع الإيجابي يمكننا أن نعرف عن وصول مبيعات الولايات المتحدة من الصناعات الإبداعية إلى 142 مليار دولار بشكل يفوق ما صدرته من سلع وخدمات فى مجالات الزراعة والطيران وما يتصل يهما, ويعمل فى الإقتصاد الأمريكى فى مجال الصناعات الإبداعية حوالي 27 مليون فرد على نحو مباشر وغير مباشر, وتعمل ما يقرب من 750 ألف مؤسسة هناك بالإبداع والتوزيع فى مجال الفنون فقط , وهذا يعني إن أمريكا من الدول التي إستفادت من التنوع الحاصل فيها وسيطرت عليه بالرغم من أن معظم سكانها هم خليط من كل دول العالم, وليس كما اليمنيين الذين يتميزون بالتنوع الثقافي وأيضا تربطهم الأرض والتاريخ مع بعضهم البعض, وبالتالي فاليمن مؤهلة في حالة السلام والعمل على معيار التنوع وإستثماره بالشكل الأمثل لأن تكون دولة غنية ومهمة ومؤثرة في محيطها العربي والعالم, ولكن لا يبدو أن من يحكمونها حاليا وهم كثر ينتبهون إلى مثل هذا الطريق الأمثل للثراء والسيادة.