Mon,Dec 23 ,2024
الإنتهاكات الحقوقية في الصناعة الجنسية العالمية
2020-12-25
بداء البغاء كأول مهنة في التاريخ يعنون ويربط بالمرأة بالجنس على إعتبار أن المرأة هي مصدر المتعة , والبغاء طوال التاريخ ذو رواج لأنه يتعلق أو يرتبط بحاجة قوية من حاجات الإنسان وهى الجنس رغم أن الأديان السماوية قد شرعنت للزواج كطريقة وحيدة للإتصال الجنسي بين الرجل والمرأة, وفى عالمنا المعاصر صارت هناك جنات جنس عالمية في بعض الدول وخصوصا في بعض دول أسيا, وكثير من الدول وخصوصا في الغرب هناك شرعية للبغاء وقوننة إعتمدت على تصنيف هذه المهنة وجباية الضرائب منها وكذا توفر التأمينات الصحية التي أصبحت هي أيضا ملزمة بحكم القانون لممارسات هذه المهنة, وفى مقامنا هنا لن نتحدث عن الجنس المتواجد في الشارع الغربي عبر بيوت المتعة ونوادي التعري وخلافه, ويتعلق حديثنا هنا عموما بالصناعة الجنسية االترفيهية التي أصبح لها رواج ومكان داخل آليات العولمة الرئيسية ونقصد بها هنا الإنترنت والقنوات الفضائية.
جنات أرضية .. سماوية:
في العديد من الدول رواج لما يسمى بالسياحة الجنسية والتي تنتشر خصوصا في بعض دول أسيا والتي تشتهر عموما بصفتها جنات أرضية للجنس, وبالرغم من ذلك الإنتشار للجنات الأرضية إلا أن الجنس استطاع أن يغزو الفضاء عبر مجموعة من القنوات المتخصصة والتي تعمل على تقديم نماذج من أساليب الجنس التي إنتشرت في العالم ما يسمى بالشبكات الإباحية والتي توفر كل واحدة منها سلة جنسية خاصة بها وإن تشابهت عروضها في غالب الأحيان.
أنماط الجنس :
روجت هذه الشبكات لمجموعه ضخمة من أنواع الجنس المعاصر والذي تقدم من خلاله(الشذوذ الجنسي - السحاق - جنس الحيوانات - الجنس الجماعي - أفلام الكارتون) بالإضافة إلى تنويعات تصل إلى حد التطرف في تقديمها للجنس من خلال( الجنس الفموي - الجنس الشرجي) وكذا عبر أشكال متطرفة أيضا من الإتصال العنيف كالإغتصاب حتى وإن كان تمثيليا وعبر إستغلال عرقيات بشرية معينة وعلى رأسها الرجل الأسود والعرق اللاتيني.
جغرافيا الجنس :
كما تحدثنا سابقا فأن الجنس موجود في العالم عبر بيوت الجنس ونوادي التعري وتعرف بعض الدول بجنات الجنس, و لكن القنوات الجنسية و المواقع الجنسية فيغلب عليها الطابع الغربي والذي لا نقصد به الممثلون ولكن نقصد به طرائق التمويل, وتنتشر صناعة الجنس الفضائية في بلدان أوروبا وكذا الولايات المتحدة الأمريكية حيث تملك الدول في هذه المناطق وكذا القطاع الخاص فيها كم من القنوات والشبكات الرياضية والدرامية والعلمية والجنسية . وكما أن كل صناعة في العالم تحتاج إلى رافدين أساسيين وهما التمويل والعمالة تحتاج صناعة الجنس في العالم إلى هذين الرافدين, ومما يغلب على صناعة الجنس في العالم رأسمالها الغربي وعمالتها الجنوبية والشرقية, وتحتاج صناعة الجنس الحالية إلى عمالة مكثفة للعدد الكبير من القنوات الإباحية حول العالم وكذا لإتجاه العديد من القنوات إلى البث طوال الأربع والعشرون ساعة يوميا وطوال الأسبوع مستغلة رخص تكاليف هذه الصناعة ومكسبها الكبير, وتتميز العمالة خصوصا في الصناعة الجنسية الأوروبية بالأفارقة كنموذج أولى, وتسيطر على جزء كبير من هذه الصناعة الأوروبية فرنسا مع سيطرة هامشية لبلدان مثل إيطاليا وبريطانيا, وهناك أيضا كم كبير من العمالة الجنسية من بلدان أوروبا الشرقية والإتحاد السوفيتي سابقا, وأما بالنسبة لأمريكا فينشر فيها كم كبير من العمالة اللاتينية حيث يشكل المهاجرون شرعيون وغير شرعيون سلة فواكه أي قناة أمريكية إباحية, والافروأمريكان وهم من السود الأمريكيون الغارقون في الغالب داخل مستنقع الفقر والتهميش والعنصرية المختفية داخل رداء الحريات المزيفة في أمريكا.
الرجل الأسود … فحولة أسطورية .. أم عمالة رخيصة:
في فترات التهجير الواسعة ما بين أفريقيا والعالم الجديد أستعمل الرجل الأسود بل والإنسان الأسود ذكرا أو أنثى كخادم وعبد يفترض أن ينفذ كل رغبات سيده , ومع مرور الزمن وتفجر الحركات الثورية السوداء بدأ العالم يعترف لهم بحقهم في التحرر من الإستعباد, وبدأ السود يمارسون حقوقهم المدنية بشكل أشبة بالطبيعي رغم أن الإنتهاكات على هذه الشريحة وفى أوساطها ما زالت مرتفعة, وفى الصناعة الجنسية يكمن الإنتهاك أساسا في تكريس الأسود لمتعة الأبيض ذلك الذي كان يستمتع بالسود خلال فترات العبودية في خدمته, ويستمتع بهم الآن عبر شاشات الحاسب والتلفزة, فقد كان سيده في الماضي بحكم صك العبودية وهو سيده الآن بحكم صك الرأسمالية, وتفرد القنوات الإباحية في مجملها مساحة واسعة للرجل الأسود داخل برامجها على إعتبار تواجد الإحساس الجمعي لدى البشر بفحولة الرجل الأسود والذي نمطت لفحولته مجموعة من الأفكار الموروثة في كل الثقافات تقريبا بما فيها العربية ( ألف ليلة وليلة نموذجا ), ولا يكمن الإنتهاك لآدمية الرجل الأسود فقط عبر تكريس جسده للمتعة في الجنات الفضائية والأرضية ولكن أيضا عبر إستغلال محيط الرجل الأسود في دفعه إلى العمل داخل هذه الصناعة العالمية, وكما هو معروف فأن المحيط الحيوي للرجل الأسود في الغالب وخصوصا داخل الدول الأوروبية والأمريكية محيط خطر وتسيطر عليه العصابات والفقر والتهميش وأشكال التجارة المخفية كالمخدرات والسلاح والجنس, وهنا يكمن الانتهاك وهو الإحساس بتفوق الرجل الأبيض وإستغلال المحيط الحيوي للرجل الأسود في دفعة للعمل لدى هذه الصناعة والتكريس للرجل الأسود عبر التاريخ كمنفذ ومحقق لرغبات الرجل الأبيض.
مهاجرون شرعيون .. وغير شرعيون:
تشتد حمى الهجرة الخارجية عاما بعد عام وخصوصا من الدول الإفريقية التي تعانى من الفقر وسيطرة أنظمة حكم مستبدة, وكذا تشتد حمى الهجرة من الدول اللاتينية التي تنتشر فيها نفس الأسباب, وفى الهجرة دائما هناك مهاجرون شرعيون ومهاجرون غير شرعيون, وهم من الشباب في الغالب الأعم واللذين يبحثون عن فرص عمل أفضل في الدول المجاورة التي تحظى بكم أكبر من الرفاة والحريات, وفي أوروبا والمحاطة من الشرق بمجموعه من دول تناحرت وتفككت عبر الربع القرن الأخير توافدت إليها كميات ضخمة من المهاجرون, وخصوصا من البلدان التي تفككت عن الإتحاد السوفييتي السابق أو يوغسلافيا السابقة, وكذا يحيطها من الجنوب القارة الإفريقية والتي تعانى منذ القدم من كم كبير من الصراعات والنزاعات وأنظمة الحكم العسكرية, ومع ما تحمله أوروبا من أشكال التقدم والرفاة والحريات أصبحت مركز جذب للكثير من المهاجرون من هنا وهناك إلى أراضيها وهم في الغالب غير شرعيون ويتجهون إلى الصناعات السرية والمتدنية في الشارع أو في الملتميديا, ومن هذه الصناعات صناعة الجنس, ولنفس الأسباب يوجد العديد من المهاجرين شرعيون وغير شرعيون يتوافدون على الولايات المتحدة الأمريكية سنويا من بلدان الجوار وخصوصا من كوبا والمكسيك وهذه الأخيرة تعتبر من أوائل المصدرين لشبابها إلى أمريكا, وهناك تلتقفهم وتلتقفهن العديد من الشركات المتخصصة في الصناعة الإباحية, والكثير من الشبكات الايروتيكية العالمية تبث من هذه المنطقة.
يكمن الإنتهاك هنا في الإستغلال الكبير للعرق الخلاسى بإعتباره من أجمل الأعراق في العالم داخل هذه الصناعة المقيتة والخارجة حتى عن نطاق الأخلاق, وفى الغالب ما يتم إستخدام الشباب المهاجرون من هذه المناطق للانتظام إلى عصابات تقوم بكل الأفعال الشنيعة كعصابات السطو والجريمة وصناعات تتعلق بالجنس سواء كان العادي داخل نوادي العراة وبيوت الفاسقات أو عبر الجنس الفضائي داخل القنوات والمواقع الإباحية.
إن تعدد خيارات الناس يأتي ضمن أولى فقرات العهد العالمي لحقوق الإنسان ولكن ما يحدث في الصناعة الجنسية أنها لا تدع للمهاجرين الشرعيين والغير شرعيين فرصة للإختيار فإما أن يصبح أداة للمتعة لمن يملك المال أو أن يطرد و يموت جوعا أو أن يعمل داخل أي بار أو ناد أو حتى في تنظيف الشوارع.
المرأة .. الإنتهاك الأفظع:
يقال في الأمثال الشعبية أن الرجل هو الرجل مهما يكن, فلنؤمن بهذا المثل رغم عيوبه وإنتهاكه للمرأة, وإن الرجل هو الرجل وحتى لو شارك في الصناعة الجنسية العالمية كعارض لجسده أو كموديل في أفلام الإباحية, والسوأل هو ماذا يحدث للمرأة في هذه الصناعة؟
إن المرأة كونها مرآة تتعرض إلى ضعف الإنتهاك الذي يتعرض له الرجل وخصوصا إذا كانت المرأة سوداء فعندئذ تتضاعف كميات الإنتهاك ليس فقط في الصناعة الجنسية ولكن في الحياة بعامة, وما يحدث للمرأة في الصناعة الجنسية يدخل حيز الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان وذلك عبر إستغلال المرأة بسبب من حاجة أو عوز يسبب الدفع الإجبارى إلى الانحراف في الصناعة نفسها كعمل في الواقع أو تمثيلا, وتقدم المرأة كمستوعب للرجل أو الرجال داخل هذه القنوات, وتكرس هذه القنوات أشكال متطرفة من أشكال الإتصال الجنسي تتعرض بسببه المرأة إلى إمتهان كرامتها وإحساسها بآدميتها بالرغم أنها قد تكون دفعت لهذه دفعا وخصوصا لو كانت من لون مغاير كالسوداء, وفى الغالب فأن هذه الأفلام عموما تحتاج إلى كم كبير من العمالة رخيصة الثمن على اعتبار أن الصناعة نفسها تقدم بأسعار رخيصة في القنوات المشفرة أو بشكل شبه مجاني في مواقع الإنترنت.
الطفولة .. الإنتهاك الأمثل:
قد يغفر المجتمع سواء كان شرقيا أو غربيا جنوبيا أو شماليا كل أشكال الإنتهاك السابقة والتي أنتهك فيها الرجل الأسود أو المرأة السوداء , والشباب المهاجرون بصفة شرعية أو غير شرعية أو حتى المرأة بحكم أن كل هولاء يعتبرون بالغين وهناك نسبة من الموافقة أو الرغبة في التمثيل داخل هذه الأفلام أو العمل الجنسي النمطي في الشوارع الخلفية على اعتبار السن الذي يجعل لهم حرية الاختيار أو حرية القرار مكفولة , وهذا سبب قد يدفع بالكثير إلى تفهم أوضاعهم على اعتبار أنهم هم من وضعوا أنفسهم داخل هذا العالم, ولكن من جهة ثانية لا أحد يغفر مشهد طفل وهو ينتهك جنسيا داخل موقع إنترنت أو شاشة تلفاز على إعتبار أن لا يمكن لأحد أن يقول أن ما يقوم به الطفل على هذا الموقع أو تلك القناه عملا ولكنة إنتهاكا صافيا ولا تسمية أخرى له غير هذا, فالطفل يفترض أنه محل الرعاية والإهتمام لتكوينه المادي والجسدي والعاطفي والتعليمي والصحي, ولا يفترض أن يتعرض أو أن يمارس حتى ولو كان على سبيل التمثيل السينمائي مثل هذه المشاهد, ونأتي في الصناعة الجنسية العالمية وأنها وفرت كصناعة الأف الأطفال من الذكور والإناث لتلبية رغبات الزبائن الزائرون لجنات الجنس الأرضية أو الفضائية من مشاهد رغم كونها في الغالب لا تتبع شركات معينة يفترض فيها أنها ملتزمة أن لا تقوم بهذا إلا أن الأطفال موجودون ومستغلون داخل هذه الصناعة عبر عصابات وتنظيمات وحتى عبر الأفراد الذي يروجون لهذه الأشكال المتطرفة من إستغلال الأطفال والملتيميا الجنسية, وكما ذكرت عدة شبكات حقوقية أن هناك أكثر من مليون طفل يعملون في هذه الصناعة في العالم وهذا يعطينا أكبر مثال على أن الصناعة الجنسية في العالم تعتبر من أهم أدوات الرأسمالية العالمية التي أصبحت منتهكة أساسية لحقوق الإنسان بعامة