Sun,Dec 22 ,2024
الشباب والسلطة
2020-12-24
كل تجارب التنمية التي حدثت وما زالت تحدث في بلدان العالم المتقدم قامت على عنصر مهم وأساسى في التقدم والازدهار والتطور, وهو العنصر البشرى فهو الثروة المتجددة والغير مهددة بالنضوب والقادرة إن أحسن استخدامها وتوجيهها على الإنتاج والكسب والرقى, ولن نتحدث هنا عن كل العنصر البشرى بكافة فئاتة من الطفل إلى المراءة والشباب و كبار السن بالرغم من إننا لا ننكر أن الأطفال في بعض بلدان الشرق يشكلون طاقة عمل منتجة ولكن هذا في النهاية يجد محاربة لمخالفتة سنن الطبيعة الحديثة التي تفترض إن الطفل في مرحلتة العمرية تحت الثمانية عشرة عاما متفرغا للدراسة واللعب والتقاط التوجيهات والأفكار الثقافية التي يستقيها من مجتمعه, ولا ننكر أن كبار السن شكلوا قوة عمل قامت على اكتافها ثورة القرن العشرين بكل إيجابياتها وسلبياتها, وبما خلقتة من أوجة الرفاة والدمار, ومن المؤكد أن الاستفادة من كبار السن في الأعمال بشتى أنواعها لخبرتهم الطويلة والثرية لها مكاسبها طويلة الأثر وهذا ما تفعلة كل دول العالم التي تعانى من تفشى الشيخوخة في مجتمعاتها.
إن الشباب في كل مرحلة من مراحل تطور اى مجتمع هم الرافعة التي يرتفع بها أداء الاقتصاد والثقافة والعلوم والآداب, وبالتالي فالسؤال هو كيف يمكن الاستفادة من هذا العنصر البشرى المتحفز والنشط والقادر على العمل بكافة اصنافة؟.
وعلى مستوى الجغرافيا والتركيز على الدول العربية يبقى السؤال عن كيفية تعامل السلطات العربية مع الشباب بالشكل الذي يضمن دفعهم إلى العمل والإنتاج ؟, وكيف تنظر السلطات العربية إلى الشباب العربي وكيف تنظر بشكل أشمل إلى الشعوب العربية ؟, فعلى سبيل المثال في دول الخليج غالبا ما تتوجة الأموال إلى دعم السلع والخدمات في أبشع صورة من صور الدولة الرعائية معتمدة في ذلك على عنصر ناضب مع مرور الزمن وهو النفط, ولم تقم بشكل جاد بصناعة شباب جاد وقادر على العمل والمشاركة في صناعة الدولة ويبحث فقط عن المتعة, وغالبا ما يتجة الشباب في دول عربية أخرى ممن تعيش في مرحلة حروب أو نزاعات إلى محارق النزاعات الإقليمية والطائفية والعرقية والأمثلة كثير كالعراق واليمن وسوريا وليبيا التي دفعها أنظمة الحكم هناك في الحرب والنزاعات.
اعتقد أنى لم أستطع أن أشرح فكرتي بالشكل الذي أريد, ومع ذلك أقول إن كلام وخطب العديد من الزعماء العرب يبين وبشكل كبير مدى ما يعتقدونه من شبابهم وشعوبهم وهو أن هذه الشعوب مسئولة من قوادها وكأنهم أغنام وليسوا بشرا, ولن ندخل في قضايا ليس هنا محل مناقشتها, ولكن ألم نسمع وبشكل دائم العديد من الزعماء وهم يتحدثون إلى شعوبهم بأنهم هم من اكتشفوا كذا وإنهم هم من فعلوا كذا وإنهم من يعطون الشعب ما يأكله ويشربه, وإن كل شاه معلقة من رجلها إن صح التعبير, وعمل الرئيس هو التنفيذ لقرارات الشعب, وهو ليس مسئول عن الشعب إلا في حدود مسئولياته الدستورية, وهذا إن وجد زعيم عربي يحترم دستور وطنه, وإنني عندما انظر إلى أي رئيس أنظر إلية كأنه مدير تنفيذي لشركة قد تعتبر كبيرة نوعا ما لأنها تحتوى شعبا بكامله, ولكنة موجود ليقوم بالتنفيذ لقرارات هي في جوهرها قرارات الشعب عبر الإنتخابات والمجالس الشرعية, و لكن الذي يحدث غالبا هو إن الزعماء يتعاملون حتى وان تنادوا بالديمقراطية عبر أصواتهم وأفكارهم هم فقط أو البطانة التي حولهم والتي تشكل فيما تشكله قوة الفساد.
إن الشباب غالبا ما يكونوا وقود الحروب التي تحصل في نهاية الأمر على تسوية بين أشخاص محددين كانت هذه النزاعات تخدم مصالحهم الشخصية, وربما الشبابيشكلون للزعماء العرب ثروة ولكنها فقط للهدر في ساحات المعارك, ومن وجهة نظري هذه هي المرة الوحيدة التي يعترف بها الزعماء للشباب بأنهم ثروة أما في باقي الأحايين فالشباب وكل فئات الشعب بالنسبة للزعماء يشكلون عبئا وعبئا فقط بحيث تضرب الدولة أخماسا في أسداس عن كيفية إطعامهم وملبسهم وتوظيفهم حتى ولو لم يكونوا أصحاب جدارة بهذا العمل أو ذلك وإذا عملوا فغالبا ما يكون العمل يدل وبجدارة على مفهوم البطالة المقنعة, وإنني أعتقد إن من الجيد للحكومات العربية أن تنظر إلى الشباب كثروة الغرض منها هو العمل المنتج والثروة وتراكم الخبراتو ولكن كيف ؟.
إن الإجابة على هذا السؤال تتلخص في أن تترك الحرية للشباب في خلق فرص عملهم الخاصة مع فرض رقابة معينة تستهدف فقط الحفاظ على الأخلاق العامة في حالة كان المشروع يستهدف الإخلال بها أو الحفاظ على الأمن ويجب على الدولة إن تعمل على التيسير للشباب لممارسة مشاريعهم وسيخرج الشباب إن وجودوا الحرية بالملايين منها.