Sun,Dec 22 ,2024
الخيـــر الرديء
2020-12-24
لا تتفوق على الصدقات في رمضان شيء في الفوضى والغوغائية إلا عجين المساعدات الدولية في بقية الأشهر, فهناك فرط صدقات في شهر رمضان, وسوء توزيع شديد لها لدرجة أنك يمكنك أن تجد بسهولة أسر لديها من خمس لعشر سلال غذائية من مصادر متعددة بينما تجد أسر أكثر فقرا لا يوجد لديها شيء, ولا يفترض أن تصبح الصدقات ميدانا للأقوى وصاحب العلاقات والقادر على الزحام و الوصول الى مصادر الصدقات والحصول على حصص تفوق احتياجاته في ظل وجود محتاجين حقيقين.
ألا يفترض بعد أكثر من ألف واربع مئة سنة من الخبرة الزكوية والخيرية في الدين الإسلامي أن نكون قد وصلنا لنظام يمنع هذه الغوغائية السنوية ؟
إن الخير الرديء أبشع عند الله من ترك الفقير دون مساعدة, فأترك الفقير وحيدا ولك الأجر.
لنفترض أن معاك مليون ريال لعمل الخير, إن هذا خبر رائع , فلتقم بشراء خمسين فستان متكامل أو بدلة متكاملة من حساب عشرين ألف ريال للقطعة أفضل بكثير من أن تشتري ألف فستان رديء ورخيص من ما كرهت الأنفس ولا تستطيع أي طفلة أو طفل الخروج به للعيد .
قم بصناعة فرحة أو توقف عن صناعة خيبة الأمل.
فالخير يعني أنك تعطي أعلى بقعة من صحنك وليس من فضلاتك, وإذا كنت ستعمل خير فأعط الطفل/ة ما يحلم أم تحلم به أو فتوقف عما تقوم به. وإذا كنت لا تسمع حديث الفقراء على موائدهم الفقيرة, إذا فلتسمع بعضها:
- جيراننا كلهم يشتغلوا ومع ذلك بيتهم مليان وعاقل الحارة جاب لهم حق رمضان وإحنا لا!!
- سجلوا كل الناس المكتفية واحنا ما حد سجلنا.
- هم الاغنياء يجيبوا لناس وناس.
- يجيبوا للأسرة الذي معاها زوج وإحنا نساء فقيرات ما أحد يدق علينا باب.
هذه مقاطع يتحدث بها الناس المجهولة في البيوت, وسنة وراء سنة يصبح رمضان لدى الناس شهر الحسد والحقد والرياء, ومراقبة الكل للكل بالرغم أنه شهر المحبة والجمال.
لتضع عينك على الجودة وعلى صناعة السعادة أو إحتفظ بنقودك لنفسك.