Sun,May 12 ,2024

السينما الأمريكية

2020-12-24


ما لا يعجبني في السينما الأمريكية هو التكرار وعصر الفكرة وتكرارها في أجزاء وأجزاء منها والتي بعضها قد تمتد لسنوات طويلة.

هل من الضروري كل عام يظهر لنا نسخة جديدة من سوبرمان وباتمان, ومن الضروري نشاهد نسخة جديدة من جيمس بوند وكابتن أمريكا, وكل سنة ضروري نشاهد نسخة جديدة من سندريلا, وحتما سنشاهد فيلم جديد كل سنة يحدث في الأراضي العربية أو على الأقل عن الإرهاب الإسلامي كما يعتقدونه في أمريكا, .وضروري يكون فيه فيلم كل سنة عن مزور خطير لأحد لوحات مونية أو غوغان أو فان جوخ وبسبب الأحداث الدرامية يعملها أحسن من الفنان الأسطورة ذات نفسه؟, وهذا بالإضافة إلى الموضة الجديدة بتقول أنه يجب وجوبا تاما أن يكون في كل عام فيلم عن المثلية الجنسية وضروري يفوز بجائزة.

هل يوجد جديد في السينما الامريكية؟. , وهل نستطيع أن نعلن إنتهاء عصر الأفلام المجنونة والفريدة الأفكار وبداية عصر القص واللصق والتكرار والإستنساخفي هذه السينما؟.

بالنسبة لي لم يعد لدي إلا القليل من الصبر لأبداء بوضع السينما الأمريكية في قائمة الحظر بجانب السينما العربية والايرانية والهندية والصينية, وحتى بالنسبة للقضايا الداخلية أو القصص التي يمكن أن تنشأ من المجتمع الأمريكي تجد أن السينما تحتفظ بنفس أفكارها في مقاربة هذه القصص, فعلى سبيل المثال دائما ما تركز السينما الامريكية في مواضيع الهنود الحمر على طريقة تعامل الرجل الابيض معهم, وقضايا الإندماج أو قصص حب بين أبيض وهندية حمراء ويتركز الإهتمام على الرجل في هذه القصة والتحديات التي يواجهها , وللأسف لا يتم النظر بشكل أعمق في قصص الهنود الحمر نفسها والتي تعتبر من أجمل القصص الساحرة الذي قراءتها حتى الأن من كل قصص الشعوب جميعها, وعلاقتها بالمجتمع الأصلي هناك وطقوسهم وعباداتهم وأساطيرهم.

إن قصص الهنود الحمر وأساطيرهم وحدها من الممكن أن تكون مخزن لعشرات الافلام الجميلة ولكن طبع الرجل الامريكي هو نفس الطبع ولم يتغير ولن ينظر إلى تلك القصص إلا كأساطير لا ترقى إلى مستوى تقديمها في أفلام سينمائية.

 وفي الافلام التي تناقش قضايا العرب والاسلام فإن الغالب هو القصور في الرؤية والغرور وإعتبار البطل الأمريكي هو مركز الأحداث والقصة يجب أن تدور حوله فقط.

ولكن هل هذا يعتبر سيء تماما ولا مجال لرؤية إيجابية حول هذا التناول للأفكار والإبداعات؟

في الحقيقة يعجبني قليلا مثل هذا التوجة فهو يدل على بيئة إستثمارية حقيقية تعمل على تقديم الفكرة في أكثر من إتجاه وعبر أكثر من مفهوم ومن خلال أكثر من أداة, فمع وجود قصة جميلة تحدث في الشارع هناك من يعمل منها رواية , وفي حال نجاحها تنقل لمسلسل وأفلام أنيمي ومن ثم فيلم أخر مقتبس من الرواية التي إقتبست القصة من الحدث , ولا بأس أن تقوم الشركات التي تهتم بعمل الأفلام الوثائقية بفيلم وثائقي عن الحدث ومن ثم تقوم شركة تهتم بالأفلام الوثائقية بعمل نفس الفكرة ولكن كدراما وثائقية يقوم بتمثيلها أناس يتقمصون الحدث, ومن ناحية القنوات غالبا ما تقوم بإستثمار الحدث سواء في الأخبار والتغطيات الإعلامية له حال حدوثه, وفيما بعد عبر برامج التوك شو من أصحاب الحدث الحقيقيين, ومن ثم برامج توك شو مع الكاتب ورؤيته للحدث ولا بأس عند إنتاج الفيلم المقتبس من الحدث العمل على لقاءات من النجوم والحديث حول تجربتهم في تقمص القصة , هذا عدا الإحتفاء بالفيلم الوثائقي أو التسجيلي عن الحدث .

إنهم يحولون الحدث الى خبر ورواية وفيلم ومسلسل ووثائقيات وبرامج تلفزيونية ومطبوعات تستعرض هذا الحدث من زوايا مختلفة, وهذا التنوع يعطي الحدث المزيد من التناول والتنوع ومعرفة المشاهدين بجميع تفاصيله من كافة الأوجة , كما أنه يصنع من ذاك الحدث الملايين من الأموال عبر مسيرة إستثماره.

إنهم فقيرون في الإبداع ولكنهم عباقرة في التناول والإنتاج.