Thu,May 16 ,2024

تحديات العمل الإنساني والقيادات الإنسانية فى المنظمات الغير حكومية اليمنية

2020-12-24


هناك العديد من القضايا التي يعمل عليها المجتمع والمجتمع المدني اليمني بالتعاون مع المانحين في مرحلة الحرب كتدني مستويات الصحة والتعليم وإنتشار الأوبئة والفقر وإنتهاكات حقوق الطفل والنساء بما فيه العنف القائم على النوع الإجتماعي, وتدني مستويات الخدمة الكهربائية والمائية والخدمات المختلفة, وأيضا فى المخيمات الخاصة بالنازحين أو اللاجئين أو المراكز الصديقة للطفل.

ويواجه هذه القضايا العديد من التحديات فى الجانب المؤسسي والإنساني من قبيل تدني الإحترافية فى العمل الإنساني لدى المؤسسات الوطنية لافتقارها لبناء القدرات والخبرة في هذا المجال, ومن التحديات أيضا عدم قدرة هذه المؤسسات على اجتذاب التمويل فى العمل الإنساني برغم وجود الكثير منه حاليا, وإفتقارها للشفافية والنزاهة, وبالتالي أصبح من المهم بناء قدرات هذه المؤسسات الوطنية لتكون قادرة على العمل المؤسسي الحقيقي والذى يعالج قضايا المتضررين من النزاعات فى اليمن عبر :

  1. دعم اتجاه المؤسسات للنشاط فى العمل الإنساني مع إعتماد قيم الجودة,القيادة الإنسانية ,الاستمرارية,الشفافية,النزاهة.
  2. بناء قدرات المؤسسات أو بعضها كنماذج تجتمع فيها تفاصيل العمل الإنساني والقيادة الإنسانية بما يشكل دائرة التأثير النموذجية التي تحفز بقية المؤسسات الوطنية لتطوير قدراتها لتصبح بنفس الجودة وعلى نفس المرتبة.
  3. معالجة شيطنة العمل الإنساني فى اليمن الذى يقوم به أطراف الصرع فى مؤسساتهم الإعلامية والنظر للعملية الإنسانية نظرة موضوعية غرضها الإستفادة من العمل الإنساني فى تقليل معاناة الناس.

ومن المؤسف أن يكون هناك العديد من الصعوبات فى العمل الإنساني والنظرة إليه بهذه النظرة السيئةمن قبيل الجماعات أو المجتمعات المتضررة ومن الصعوبات التي أتذكرها:

  1. الأصولية الدينية: فغالبا مع تنظر الجماعات الدينية لموضوع الدعم الإنساني والعمل الإنساني بشكل سيء لأنه يأتي من الغرب وأخص بالذكر هنا جماعة أنصار الله.
  2. الثقافة المجتمعية: تنظر بعض المجتمعات وخصوصا المتأثرة منها بالإعلام إلى العمل الإنساني بصفته شكل من أشكال التغريب.
  3. المجتمع المدني المحلي: وتدني جودة وخبرات المجتمع المدني المحلي فى الطوارئ والكوارث بسبب أنه مفهوم جديد على كثير من المجتمعات التي وقعت حديثا فى الأزمة كدول الربيع العربي.
  4. الفساد فى العمل الإنساني يقلل من تأثيره الايجابي.
  5. عدم الاهتمام بمعايير العمل الإنساني لدى الكثير من العاملين فى هذا المجال بسبب صعوبة العمل على الأرض بما يدفع بهم للانتهاء من العمل كيفما أتفق.
  6. التباعد الجغرافي للمتضررين كما يحدث فى اليمن كدولة لديها آلاف من التجمعات السكنية الصغيرة فى الجبال والوديان والسواحل.

إن العمل الإنساني فى أدني إحتياجاته يحتاج مؤسسات وأشخاص يعملون بصفتهم قادة للعمل الإنساني ويستطيعون التأثير في المجتمعات المحلية و التفاوض بشكل جيد مع صناع القرار فى تلك المناطق.

ومن جانب أخر تبدو المنظمات الدولية غير راغبة إلا بتوظيف الأشخاص من عديمي القدرة القيادية فى العمل الإنساني ولديهم فقط بعض المهارات المكتبية, وإن من المؤسف حقا فى هذا الجانب "القيادة الإنسانية " أن لا يكون لدينا شخص معروف بهذه الصفة بشكل مباشر ومعلن ولديه قدرات وتدريب وخبرات فى هذا المجال, ومع ذلك سيكون من الجيد استعراض بعض الصفات التي يجب أن تتوفر لدى العامل فى الشأن الإنساني بالإضافة للمهارات اللغوية والمكتبية والتنظيمية وهي :

  1. الدقة و التنظيم والعمل فى الجانب الإنساني.
  2. قدرته على التحفيز للعاملين معه أو شركائه فى العمل.
  3. المهارة الاجتماعية للعمل مع الفئات المتضررة من الأزمة.
  4. لديه قدرة على التفويض للأعمال لدى الأشخاص العاملين معه فى العملية الإنسانية.
  5. لديه القدرة على التخطيط الاستراتيجي للعمل الإنساني والإداري على نفس الجودة.
  6. يحترم المعايير والسياسات التي تنظم العمل الإنساني كالشفافية والنزاهة والحياد والشمول .
  7. يمارس الرقابة والتقييم على العمل ويحافظ على مستوى جودته وتأثيره الايجابي على الأزمة .
  8. لديه القدرة على الاتصال فى حالة الأزمات و إيجاد أو المساعدة فى إيجاد الحلول
  9. عدم التحيز بغض النظر عن الجنس,اللون, المستوى الاجتماعي, الدين أو الجنس.. الخ.
  10. يساهم فى تطوير أعمال الفريق .
  11. لديه القدرة على التأثير فى الآخرين و تحفيزهم للعمل .
  12. على درجة عالية من الثقافة .
  13. لديه رغبة فى التعلم وبناء قدراته فى مجالات العمل التي يقوم بها .
  14. يملك العاطفة للعمل ولفريقه والفئات المستهدفة وخصوصا فى حالات الطوارئ .
  15. لديه قدرة على حل المشكلات
  16. لدية علاقات عامة ممتدة ومتشابكة تساعده على العمل .
  17. ثغرات فى مجال المعايير فما يزال لدى قلة معرفة بالمعايير المستخدمة فى مجمل العمل الإنساني.
  18. ثغرة فى مهارات القيادة الناتجة عن المعرفة وليس عن الخبرة والتدريب.
  19. ثغرة فى جانب الاتصال الفعال فى الأزمات فما يزال نمط الاتصال كما تعودت قبل الأزمة .
  20. معرفة بأنماط القيادة المختلفة ودرجة ارتباطها بالقيادة الإنسانية.
  21. إدراك مدى ارتباط العمل الإنساني بحقوق الإنسان بشكل عام.
  22. الممارسات الفضلى فى التعامل مع المستهدفين .
  23. الممارسات الجيدة فى إدارة العمل الإنساني والتعامل مع الأزمة .

إن التركيز على التوظيف للقادرون على تسيير العمل الإنساني لا يضمن بشكل كبير الجودة فى العمل بينما التركيز على صناعة قيادات فى العمل الإنساني هو الأهم فى الوقت الحالي فالقيادات هنا ستقوم بالتحفيز و التأثير والتغيير الايجابي من الان وحتى نهاية الصراع.