Sun,Dec 22 ,2024

دور الحسابات النسوية الكاذبة في تشوية المراءة على وسائل التواصل الإجتماعي

2020-12-24


لا تقدم " حبيسة التقاليد " أو " جميلة الأرصفة " الفرصة للشباب للغوص في حلم التشارك معها في لحظات متعه كاذبة على الإنترنت فقط, ولكنها تساهم في جعل كل إمراءة على الانترنت عرضة للتحرش والمضايقة, وزيادة الايمان بفكرة أن كل امرأة في مواقع التواصل الإجتماعي هي هدف سهل لصناعة علاقة ساخنة.

وتعزز "ناعمة اليدين" و"حافية القدمين" وهما في الغالب جنديين مفلسين وعاطلين من رؤية الرجل للمرأة كجسد على شبكات التواصل الإجتماعي, وهذا ينسحب بشكل سيء على الحسابات الالكترونية الجادة لنساء مشاركات بشكل إيجابي في المجتمع عبر الإنترنت, وينسحب أيضا في زيادة التحرش بالنساء في الشارع .

إن شهرة "رقيقة الأطراف " أو " حبيبة الملايين " والتي كما يقولون أنهما وغيرهما عساكر من ذمار" وهذا على سبيل النكتة والتندر, ليس ناتجا عن أنوثة و رقة وجمال, ولكنه ناتج عن حالة السيولة الذكورية تجاه أي كائن باسم أنثي , ولو تعلم اليمنيين التعامل مع أي أنثي لديها حساب على الإنترنت بحسب عقلها وأفكارها فستنتهي حكاية الثلاثة الألف لايك للظفر المكسور لصاحبة حساب " الجميلة المذعورة" والتي لا تخرج عن كونها شاب يرغب باللعب بعقول الرجال, أو ربما شاب أيضا يعجبه أن يتحدث معه الرجال بإباحية وقسوة ويرسلون له بصور أعضائهم الحميمة.

إن الكثير من النساء من الناشطات وذوات العمل الإجتماعي أو السياسي يشتكين بشكل دائم من التحرشات الألكترونية التي تحدث لهن من قبل مستخدمى الشبكات الإجتماعية , وقد سمعنا عن بعض تلك النسوة تتحدث عن خروجها من هذا العالم والإكتفاء بالعمل الميداني بحثا عن الراحة بعيدا عن غوغاء الشبكات الإجتماعية ومتحرشوها.

إن المشكلة هي في عدم القدرة على القبض على هولاء المستخدمين أو معظمهم لأنهم هم أيضا أصحاب أكثر من حساب, وأحدهما فقط هو الحساب الرسمي الذي يبدو فيه الشخص الإجتماعي الرسمي وصاحب الرؤى المهمة , ويبدو في الحساب الأخر أو بمعنى أدق في الحسابات الأخرى كرجل يمارس التحرش بالنساء وترهيبهن من الوجود في محيط عالم الشبكات الإجتماعية مستغلين أنهم أصحاب حسابات غير رسمية وبأسماء وهمية ليسهل عليهم ممارسة رغباتهم الدفينة التي لا يتيحها حسابه الرسمي , وفي النادر ما يسجل البعض بأسمائهم الحقيقية والمباشرة فيما عدا الأغبياء واللذين يسجلون لدخول عالم الشبكات الإجتماعية بغرض التحرش وتكون تلك المرة الأولى لهم فيدخلون بمعلوماتهم الحقيقية حتى يتعرفون على هذا العالم وطريقة تكوينة ونشاطاته ويعرفون أن بإمكانهم التخفي والعمل بحرية أكبر.

في عالم الشبكات الإجتماعية الرجل هو الأنثى الشهوانية التي تستقطب الاف الاعجابات من رجال أخرون , وهو الرجل الذي يرسل تلك الإعجابات لصاحبة الصورة المثيرة, ونجد أن النساء الحقيقيات واللواتي يوجدن في الشبكات الإجتماعية معظمهن يبحثن عن طرق للمشاركة في الحياة العامة عبر منصة الكترونية تابعة لهن فيجدن أن كمية العنف والجنس والتحرش الذي يستقبلنه أكثر من حجم مشاركتهن فيخترن الإبتعاد.

إن الرجل بصفته رجل يساهم في تخوف النساء من المشاركة في الحياة العامة عبر منصات الشبكات الإجتماعية عبر العنف اللفظى والتحرش والعروض الفاضحة والإزعاج المتكرر سواء بأسمة الحقيقي وحسابه الحقيقي أ بأسمة وحسابه الوهميان كمنصة يمارس بها شذوذه أو تصفية حساباته, وإن الرجل بصفته صاحب الصفحة الأنثوية الجاذبة والساخنة يقوم بنشر مبدأ أن النساء على الشبكة متاحات للرجال هناك, وهذا خلق ضرر كبير على النساء ورغبتهن بالحصول على المعرفة والعلاقات العامة المفيدة والتشبيك لأجل مستقبلهن, وهذا غير لائق.

لقد أن الأوان أن يعمل مزودي الخدمة من هذه الشبكات الإجتماعية للعمل على هذه الصفحات المشبوهة والتي تشوه حركة وعمل وأنشطة النساء في العالم, وأن تعمل النساء الحقيقيات على شبكات التواصل الإجتماعي ليس فقط على محاربة المتحرشين من الرجال لحساباتهن ولكن أيضا محاربة الرجال أصحاب الصفحات النسوية ممن ينشرون ذلك الإعتقاد الخاطيء أن أى نساء على الشبكة هن نساء سهلات ومتاحات للتحرش والعروض الفاضحة للرجال.