Sun,Dec 22 ,2024

حوار الحضارات أم صراع الحضارات

2020-12-24


ما الذي يدعونا إلى التفاؤل من أن المنتدى الخاص بجامعه الدول العربية سيكون ناجحا في خلق رؤية مشتركة بين الشباب الاوروبى والعربي ؟, ولماذا لا يتحول المنتدى إلى صراع بين الثقافات المختلفة بيننا وبين الأوربيين لإمكانية أن الشباب الاوروبى هو نسخة مطابقة لآبائهم والشباب العربي هم على نفس الطريقة .

وإذا كنا كعرب نختلف كثيرا على مستوى الشباب فكيف عند وجود الغريب بيننا لكي يحاورنا فالخوف أن ننزعج من بعضنا البعض كما يحدث دوما, وفي وجود غرباء فإن من الجيد أن ما في الدار يظل في الدا , وما زلت أذكر كيف كان الوضع عليه في المنتدى السابق لجامعة الدول العربية عندما تعرضت إحدى دول الخليج لبعض النقد ليندفع شباب هذه الدولة إلى حماية وطنهم, ويندفع شباب الخليج بأكمله إلى حماية منطقتهم في مواجهه الشباب من المغرب العربي الذي وجد الدعم من دول المغرب العربي في ذلك الوق , وكانت حالة من الحالات التي جعلتني أتسأل وأنا اكتب الآن, وهل تحاورنا مع أنفسنا كأخوة نعيش في بيت واحد هو الوطن العربي ووصلنا إلى اتفاق بيننا كشباب من دون طرح أهمية لإنتماءات أخرى ؟, أم أننا نأتي محملون بتركات تجعلنا مهما كنا أصدقاء نفقد صداقاتنا في لحظة واحدة نتيجة إختلاف في وجهات النظر, وإذا كان الأمر كذلك ونحن كلنا شباب عرب والإختلافات في بعض الأحيان لا يستطيع إيجادها إلا المدقق في النظر فكيف عندما يكون الحوار مع الأخر الاوروبى الذي سيأتي مختلفا بشكل يدعو إلى التساؤل كيف سيكون الحوار؟, وإن الإختلاف هنا لن يقوم به شباب من المشرق العربي أمام شباب المغرب العربي وتقف الدول الباقية على الحياد بل كل الشباب العربي سيقف أمام هذا الاختلاف الأوروبي فنحن لا ننسى أبدا رؤية أجدادنا التي يطبقها حتى الأطفال في ألعابهم في بعض الأحيان وهى أنا وأخي على بن عمى وأنا وبن عمى على الغريب , وإن أي اختلاف في وجهات النظر قد يدفع إلى أن يصبح المنتدى منتدى لصراع الحضارات والثقافات عبر الشباب وليس لحوار الثقافات و الحضارات عبر الشباب فما هو الحل .

إن الحل من وجهه نظري هو البحث عن الأشياء المتفق عليها, والبحث في سبل تطويرها وتفعيلها وإخراجها من نطاقها الاوروبى أو العربي الضيق إلى نطاق أوسع يشمل الحضارتين وترك أوجه الاختلافات لمنتدى قادم يأتي بعد تكوين أرضية أساسية للفهم بين الشباب العربي والأوروبى وذلك يجعل من أي اختلافات قادمة تنزع إلى الحل وليس إلى التصعيد.