Sun,Dec 22 ,2024
مفهوم الرقابة
2020-12-24
ما هو مفهوم الرقابة لدى الجهات الرقابية التي تعتقد أنها تحافظ على الأخلاق العامة في اليمن ؟, وهل مفهومها يعتبر كلى بمعنى أن الرقابة هنا على الكل وعلى كل من يقدم أي منتج يشوه الجانب الأخلاقي لدى الشباب؟ أم أن الرقابة هنا تعنى السيطرة على الصغار وترك الكبار, ونقصد بهم هنا المستثمرين.
ثم ما معنى كلمة الرقابة في ظل تيار العولمة والتطور التكنولوجي, وقدرة الفرد على الحصول على المنتجات المخلة بالآداب بطرق عديدة عبر الإنترنت وما تقدمة القنوات الفضائية والأقراص المدمجة؟, ولا ننسى الأشكال التقليدية للمنتجات الغير أخلاقية كالمجلات وأوراق الكوتشينة وأفلام الفيديو وغيرها الكثير.
من المؤكد أن مثل هذه المنتجات التقليدية أصبحت غير متداولة مع وجود منتجات أكثر حداثة ورخيصة للغاية تقدم الخدمة للمستهلكين . ويذكر أنه قبل مدة ليست بالقصيرة عملت المؤسسات الرقابية على إغلاق العديد من مراكز الإنترنت والتي كانت تقدم مثل هذه الخدمات للشباب على إعتبار أنها كانت تفسد الجانب الاخلاقى لديهم وهذا حق وتصرف جيد لا يمكن إنكاره, وحينها روجت بعض الصحف لهذه الخطوة عبر أنها مكسب أخلاقي مهم , ولكن الذي لا يمكن فهمه أن تغلق مراكز الإنترنت والتي كانت تعرض في أجود خدمه لها صورا ثابتة ولقطات قصيرة الأمد لا تتعدى الثلاثون ثانية على أقصى تقدير, ويفتح الباب على مصراعيه أمام تجارة الأقراص و القنوات الفضائية التي قدمتها الفنادق من أصحاب النجمتين للشباب بسعر أرخص بكثير من مقاهي الإننترنت.
لن نتحدث هنا عن الأقراص الحاسوبية والتي أصبحت موجودة حتى لدى النشء ممن ما زالوا أطفالا وذلك لصعوبة تحديد أماكن التوزيع والطباعة الذي يمكن أن يحدث داخل غرفة أي شاب, مما يجعل مفهوم الرقابة هنا صعب ومستحيل, ولكننا سنتحدث عن القنوات الفضائية ( الإباحية) فهذه القنوات أو ما أصطلح على تسميتها في أوساط الشباب بـ " قنوات الليل " أصبحت موجودة في أغلب فنادق العاصمة ذات النجمتين و في المحافظات الأخرى . حتى أن هناك إشاعات فى أوساط الشباب عن تقديم هذه الخدمات في النزل واللوكندات الصغيرة المتناثرة في المديريات الصغيرة في أي مدينة في اليمن.
ولنعطى عذرا للأجهزة الرقابية في أنها لا تستطيع إحكام سيطرتها على هذه المنشأت الصغيرة والمتناثرة, ولكن ما هو العذر الذي سوف تقدمة الأجهزة الرقابية على ما يقدم للشباب في المنشأت المتوسطة والكبيرة وهى قليلة العدد عموما ومتمركزة في مدن كبيرة مثل صنعاء وفي شوارع معروفة؟.
إن الكثير من هذه الفنادق تقدم قنوات تعمل على مدار الساعة وبتكلفة بسيطة إذا احتسبناها ماديا فستصبح قيمة الدقيقة الواحدة أقل من تكلفة مقهى الانترنت بكثير, وهذه ليست دعوة للذهاب ولكنها إقرار حقيقة, ومما يدهش أن هذه المنشأت لا تقاوم بأي رقابة أو أنها توجد ولكنها غير فاعلة فأي شاب يملك مبلغا يستطيع الذهاب والمشاهدة, وما يراد قوله أن مفهوم الرقابة لدى الجهات الرقابية مفهوم مطاط فالرقابة على مقاهي الإنترنت البسيطة كانت صارمة و لكن الرقابة على الفنادق ذات الإستثمار المتوسط أو الكبير كانت ومازالت مترهلة وغير فاعلة وهذا غير مفهوم .
السؤال الأن, هل حاصرت الرقابة الشباب من مشاهدة الصور الثابتة والغير واضحة لتدفعهم لمشاهدة الأفلام ذات الجودة الرقمية!!! ؟ هناك رأى يقول أن هذا ما أيات العولمة والتي تعمل على زيادة ثراء الأثرياء وزيادة فقر الفقراء, ونقصد هنا محاربة الإستثمارات الصغيرة مقابل دعم الكبيرة بغض النظر عما تقدمه هذه الإستثمارات, وذلك عبر الرقابة الشديدة على الخدمات التي تقدمها المنشأت التجارية الصغيرة ومحاربتها وإفساح مجالات الحرية لدى المنشأت التجارية الكبيرة بغض النظر إذا كان هذا الاستثمار صغيرا أو كبيرا يعمل على سلعة بريئة أو سلعة محرمة أو أي سبب كان . فهل هذا صحيح ؟ هل فعلا الرقابة لا تعمل إلا على من إستطاعت العمل معه ؟ إذا ما ذنب الشباب إذا تحولوا من مقاهي الإنترنت إلى غرف الفنادق التي تضمن خلافا للجودة الرقمية للصورة خصوصية خالصة للنزيل.
الحق يقال أن الرقابة الأخلاقية يجب أن تقوم بعملها على أكمل وجه ومع أي شخص كبيرا كان أم صغي, ومع أي إستثمار سواء كان لوكندة في إحدى الحواري الفرعية أو فندقا مهما في شارع رئيسي, ولا أظن أنه يخفى على الأجهزة الرقابية ما مدى إنتشار هذه القنوات فهي تعرف أين تتواجد وتعرض ومتى وكيف والعديد من أسرار هذه التجارة اللا أخلاقية.
لقد سمعنا عن بعض حالات القبض والعقاب ولكن هل هذا كل شئ , إن الأمر يحتاج إلى خطة واضحة رقابيا, وكذا معرفة واضحة بمدى التقدم التكنولوجي وطرق السيطرة عليه بحيث نضمن حماية الشباب من هذه الهجمة الشرسة الغير أخلاقية مع ضمان عدم إنتهاك حقوق الانسان والفرد في الحصول على المعلومات وحرية تبادلها, بمعنى أن لا يكون المنع متطرفا لكل ما تحتويه التكنولوجيا الرقمية.
يجب أن تكون هناك محددات تعمل على ترشيح هذه الوسائل الإعلامية وتجنيب الضار منها وتقديم المفيد وهذا صعب عموما ولكن يمكن الوصول إليه إذا كانت النية صادقة والعمل جاد والإيمان بقيمة هذا العمل متوفر .