Sun,Dec 22 ,2024

لماذا لجاءت إلى موقع شخصي

2020-12-24


عند المغايرة وعندما تصبح طريقة نشر الأفكار والإبداعات هي العلاقات, ومدى ما تملك من معرفة بأساطين الكتابة والقائمين عليها يصبح الحل الوحيد هو اللجوء إلى فضاءات حرة تتيح لك نشر أفكارك وإبداعاتك بحرية, وعند عدم إيمانك بأن ما ينشر لا يقرأه إلا القليل من متصفحي هذه الجريدة أو تلك في بلد تعامل فيه الصحف بمنطق الثلث والثلثين, ثلث يباع وثلثين مرتجع, يصبح لطمعك معنى إضافيا يدفعك إلى اللجوء إلى نافذة تجعلك متاحا للعالم وعند لجوئك لمدونات تغلق بعد فترة من إفتتاحها أو تباع المواقع التي تقدمها لك وتجد الشركة الجديدة التي إشترت الموقع تتخلص من خدمة المدونات كعبء لا طائل من وراءه.

كان لجؤئى لموقع شخصي هو جزء من هذا وجزء من ذاك , وكان رغبة في أن أنشر دون سقف يحد كتاباتي , ودون إرهاق يدفعني إلى التملق لهذا لكي ينشر لي قصة وتلك كي تنشر لي مقالا وذاك لكي ينشر لي رواية, وأكتب منذ سنين طويلة , وأصبح لدى مخزونا متراكما من الكتابات القصصية والروائية والمسرحية, ومجموعه من المقالات التي أكتبها لنقاش ما تعرضت لها أو افكر به, وأنا أكتب حتى لو رأيت قارورة مياه فارغة مرمية على الرصيف, وأكتب ربما لمجرد الكتابة ولمتعتها.

في تجربتي مررت بالمنتديات, إلى المدونات , وأتنقل بين هذه المدونة وتلك بحثا عن سقف أعلى كل يوم , وها أنا الأن في موقعي الشخصي, وأسال نفسي لماذا لا يصبح لكتاباتي مكانا على الورق , ودائما ما أسال نفسي هذه السوأل هل حكم على أفكاري أن تكون كائنات الكترونية أم أن كتاباتي نفسها تحمل ضمن مساقاتها ما تجعلها مرفوضة من الأغلب.

خلال سنوات نشر لي عشرات القصص, و لم أكن حتى راضيا عنها بينما الكثير من كتاباتي رفضت رغم أنني أحسها جيده, وكان أخر ما تعرضت له هو رفض قصة من قصصي عن المرأة في إحدى الصحف المتعلقة بها أساسا لا لسبب ولكن لأنها كما قيل غير مقبولة للنشر لصدامها مع الثقافة التقليدية .

أسأل نفسي , منذ متى كان الفكر متؤائما مع الثقافة التقليدية, ومنذ متى كانت القصة صادمة للقراء, أليس في الصدمة متعة , أليس في المغايرة إحساس أكثر متعة من المشابهة ,أليس في الإستثناء فضاءات حرة أكثر من القاعدة .

هكذا لجأت إلى موقعي, وربما في المستقبل يصبح هناك المزيد من القراء لهذا الموقع ليس في اليمن فقط ولكن في العالم .