إن لليمن قيمة كبيرة جدا في قلبي تتعدى بكثير ما أكنه لاى مفهوم أو أسم أخر فهناك في تلك المناطق الصحراوية مات أخوة لي, جرفتهم السيول بعد أن عاشوا حياة ربما كانت جميلة في بعضها, و لكنها بالمؤكد كانت مؤلمة على مستوى الأيام العادية وهى كثيرة جدا في حياتهم .

تعيش اليمن أزمات وطنية ودولية وتنمية عرجاء لا تستطيع المشي بثقة, وبطالة تنخر في الشباب وفى النهاية حتى على شكل الموت لا يموتون بشكل جميل , اليمنيين يموتون بسيل جارف , يموتون وهم يرغبون ببعض الدفء .

إن ما يحزن فعلا في كوارث السيول وضحاياها أنهم لم يعيشوا حياتهم كما كان يفترض بهم أن يعيشوا بكرامة وحرية ورفاه بسبب الأوضاع الحربية والإقتصادية والسياسية والاجتماعية التي لا تخفى عن الجميع, وفى نفس الوقت لم يموتوا كما يجب, وكأن الامتحان لإيمانهم لا يريد أن ينتهي قبل أن يصل بهم إلى القبر, أم انه ليس امتحانا بقدر ما هو غضب من الله على شئ ما إقترفوة .. لست أدرى.

إن منظر المياه وهى تغمر الشوارع, ومنظر الأشخاص الذين ماتوا ما يزال يغزو خاطري, ويجعلني أحس بالحب تجاههم وأحزن لأجلهم وأدعو لهم أن يرحمكم الله فالدعوة من جميع زوار الموقع إلى كل شهداء كارثة التي ندعو الله أن لا تتكرر.