Fri,Oct 18 ,2024

صوت النساء

2020-12-24


لقد عاشت النساء الكثير من الأوقات التاريخية التي عانت فيها من سلطة الرجل والعائلة والدولة, ولكن الأن مع زيادة الأنظمة الديمقراطية وإمكانيات وصول النساء الى صناعة القرار بحيث يقمن يتبني سياسات وأنظمة وقرارات تخدم النساء فقد توفرت لهن فرصة ذهبية لقلب المعادلة والحصول على راحة تاريخية من التجاهل والسيطرة والعنف الذي مورس عليهن على مدار الزمن, ولكن للأسف فإن الحاصل أن النساء ينتخبن الرجال ونادرا ما تصرفت جماهير النساء في العالم العربي على إختلاف فئاتهن بأسم المصالح المشتركة لهن, ويسيطر على المرأة في رؤيتها السلبية للمرأة نفسها وتغليب الجانب الطبقي والعائلي والعشائري والديني على الجانب النسوى, فهل من الممكن أن تنجح المرأة المرشحة أم أن فرصتها تتناقص في ظل هذه الأجواء المسيطرة ؟.

بالنسبة لليمن فإن ما يمكن أن نتحدث به عن تجربة المرأة كمرشحة لا يخرج عن ما تحدثنا به سابقا فإرتباط الدولة بالرجل في أغلب الحكومات المتعاقبة داخل اليمن جعل من ولوج المرأة إلى هذه الحكومات صعب, ويحتاج الكثير من الجراءة لدى النظام الذي يحوي أو سيحتوي بداخله على النساء, ويرجع ذلك أيضا إلى عدم مشاركة المرأة الفاعلة في صياغة القرارات الحكومية وإن كانت متأثرة بها إلا فيما ندر, ومن ناحية فإن المرأة عانت لحد كبير من إضطهاد الدولة والذي تمثل أكثر ما تمثل في تخلى الحزب الحاكم عن بعض مرشحاته للمجالس المحلية لرؤيتهم السابقة لأوانها, والتي تقررمسبقا عدم نجاح هذه المرشحات, ويمكن فهم هذه الخطوة في ضوء معطيات الشارع وخوف الحزب الحاكم من خسارة بعض دوائره, وهذا الاظطهاد إمتد إلى الأحزاب السياسية المعارضة التي هي أيضا لم ترشح نساء داخل دوائرها أو رشحت ولكن دون النسب التي كانت مقررة, ويأتي هذا الخوف من جميع أطراف العملية الانتخابية لترشيح النساء نابعا من معطيات الشارع الذي ما يزال حتى الآن لا يحبذ كثيرا إنتخاب النساء فيما يمكن تسميته بإضطهاد العائلة والشارع عموما لهن , وحتى أنة عند النزول إلى الشارع تجده يسخر من نفسه عندما تتم المناداة بإسم إمرأة كمرشحة ضمن إعتقاد سائد بالعيب من ذكر أسماء النساء, وصولا إلى إضطهاد المرأة للمرأة عبر عدم ثقتها وتغليب المرأة الناخبة لانتماءاتها الأخرى على إنتماءها للمرأة نفسها والقيام بإنتخاب الرجال.

إن مشكلة عدم الثقة في المرأة متفشية في أوساط النظام والمعارضة والشارع بكافة فئاته مما يجعل من دور المرأة التي تريد أن تغير من هذه المفاهيم وهذه الثقافة صعب ويحتاج لكثير من الدراسة والتروي والعمل الجاد لتقوية إحساس الشارع بأهمية مشاركة المرأة في الحياة العامة, وأغلب الظن أن أي حزب الآن أو في المستقبل يريد أن يكسب أكثر من الأحزاب المعارضة الأخرى وإذا كانت المرأة ستشكل يوما مكسبا فسوف تقدم للناس كمرشحة ولكن من سيصل بالمرأة إلى هذه المكانة, والجواب الأكثر منطقية هو المرأة نفسها, وبالتأكيد لن تخسر المرأة في المستقبل إذا استطاعت كسر هذه الحواجز وإثبات قدرتها على أن تكون فاعلة بشكل أكثر ديناميكية مما هي عليه حاليا.