Fri,Oct 18 ,2024

كل يوم ... كان جديدا بحق" عن التجاور في حقوق الإنسان"

2020-12-24


 مقدمة

ميزة التجاور في حقوق الإنسان الذي نفذته عبر برنامج سفر – صندوق تجوال الشباب العربي أنه إنتشلنى من أجواء الأوقات الشبيهة يبعضها و الوجوه المألوفة إلى حد الحميمية والأفكار الثابتة إلى عالم من الجدة والتحولات اليومية والى وجوه جديدة تحمل أفكارا مثمرة إلى حد بعيد, وإن الجدة هي المكسب بعيد المدى والذي اظنة سيحمل في طياته تغييرا واسع الطيف في حياتي الشخصية والمهنية .

كان برنامجي للتجاور في حقوق الإنسان مع مركز ناشط في هذا المجال وهو مركز الأرض لحقوق الإنسان في جمهورية مصر العربية مع عدد ثمان إلى عشر مؤسسات أخرى كان من المحتم على زيارتها خلال مدة التجاور للاطلاع على تجربتها الحقوقية المتميزة والإثراء الشخصي منها عبر مراقبة طرائق عملها وتاريخها في هذا المجال " مجال حقوق الإنسان " . وإذا بالمؤسسات تتكاثر أمام عيناي و التجارب تتوسع والشخصيات تتناسخ لاكتشف حينها أن الانترنت ليست كل شئ في مجال المعلومات وليست هي من تعطيك الفسيفساء الكاملة للحراك المجتمعي في اى دولة فهناك في مناطق الظل في اللوحة تقطن مؤسسات رائدة وتجارب متميزة ورؤى خلاقة, ولا أبالغ إذا قلت أن تلك المؤسسات المتوسطة والغير متواجدة على الشبكة كانت الأكثر إثراء لي من المؤسسات الكبيرة والمشهورة ويكفى للتعرف على هذه الفكرة التي روادتنى وهذا التأمل الذي تأكد لي أن جلستني مع حسن يوسف من مؤسسة شموع لرعاية الحقوق الإنسانية استمرت ثلاث ساعات بينما في واحدة أو أكثر من المؤسسات التي كانت مطروحة على أجندة زياراتي من اليمن لم أكن لاستطيع المكوث لأكثر من عشر دقائق يكون عندها الحديث قد انتهى .

المؤسسات المتوسطة هي من اعطتنى المعلومات الأكثر وهى من اعطتنى عناوين مؤسسات أخرى بحيث جعلت من هذا الشهر متخما بالزيارات لمؤسسات حقوقية تعمل في مجال الطفولة والمرأة والشباب والتنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان, والجده مجددا كانت في كل شئ تقريبا .. كل يوم كنت اختار مؤسسة جديدة ... تلك المؤسسة القاطنة في مكان ما في القاهرة فإذا بى وعبر بحثي عن هذه المؤسسة لا اكتشفها هي فقط ولكنى اكتشف الشارع والناس والأسواق الشعبية وشباب قي الشارع كنت أتعرف عليهم عندما كنت اسألهم عن العنوان فإذا بهم ببساطة يمسكون يدي ويذهبون بى إلى العنوان المذكور ولو كان بعيدا وهذه سمة لاحظتها بكثرة لدى المصريين وخصوصا الشباب, وأيضا كانت في التعرف على المؤسسة التي كنت ادخلها لاكتشف أيضا وجوها جديدة مرحبة وودودة والاهم من ذلك التعرف على أفكارها للمستقبل وتاريخا المهني الذي اكتشفت انه متقدم في العمل والرؤى, وتأملت هذا الموضوع بالذات وفكرت به كثيرا هل هذا التقدم بسبب الخبرة وربما بسبب القدم في العمل المدني أم بسبب قانون نيوتن الثالث " أن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه " على اعتبار إن الحكومة المصرية بلغت مستوى متقدم على كل الدول العربية في مجال الانتهاك للحقوق الانسانيه وهذا يتطلب فيما يتطلب مجتمع مدني قوى بنفس القدر.

 فكرت كثيرا في هذه المسألة وتأملتها وما زلت حتى الآن أعمل على إدخالها ضمن افكارى وتحليلها عسى آن اخرج بفكرة اقتنع بها عن هذا الموضوع, ولم تكن الجده فقط في مجال اكتشاف المؤسسات والتجارب والخبرات بل قررت حينها أنه إذا كان الصباح مخصصا لهذه الأشياء فيجب أن لا أسجن نفسي في غرفتي بقية النهار بل قررت أن يكون اليوم بأكمله اكتشافا ليس للمؤسسات فقط ولكن أيضا للشعب المصري كما هو في الشارع وهكذا نزلت بشكل شبة يومي إلى أماكن كنت اعرفها عبر المسلسلات ولكنى لم أكن لأعرفها في الحقيقة كما هي.

نزلت وتفرجت على كل الشوارع التاريخية المصرية من السيدة زينب إلى السيدة عائشة ومن الحسين إلى بولاق ومن التوفيقية إلى العجالة وخان الخليلي والأزهر, وعلى مستوى الأكلات والتي لم أجربها في زياراتي الثلاث الماضية لجمهورية مصر العربية والتي كانت مشاركات قصيرة في فنادق كبيرة أو منتجعات خارج القاهرة والتي تقدم تقريبا نفس الأكلات في الفنادق الكبيرة في اليمن قررت أن أتعرف على الأكلات التي كان بعضها انهيه كالفطير وبعضها كنت أكل نصفه كالفول بالزيت الحار والكشري وبعضها لم أكن لانتهى من ربعة مثل المخ والمسمط والفشة والممبار ؟؟؟ ويبقى لساندويتش الجبنة قريش والجينة القديمة مذاق خاص احببتة, وعلى مستوى الاشربة جربت الشيشة لأول مرة لاننى حتى ألان لم أجربها حتى في اليمن وعبرها تعرفت على الشاي بالخمسينة والقهوة بوش والحلبة والسحلب.

كانت هذه الزيارة للتعرف على التجارب الحقوقية في مصر ومعرفة جوانب القصور و النجاح إلا أنها كانت فرصة أيضا للتعرف على نسيج الشارع المصري عبر المشي في الشوارع ومشاهدة عراكات الناس والأكل مما يأكلون والشرب مما يشربون في ظل الاختلاف الكبير بين اليمن ومصر في هذه الأشياء بالذات, وفتحت لي هذه الزيارة مجموعه كبيرة من الفرص لمشاركات في المستقبل القريب والمتوسط مع مجموعه من المؤسسات في مصر ولكنها ستكون كسابقاتها مشاركات قصيرة في قاعات فندقية مكيفة وبالتالي فان فرصة التأمل في نسيج المجتمع المصري المدني والشعبي أيضا كانت هذه هي فرصته الوحيدة وقد استفدت منها كثيرا ليس على المستوى الفكري و العلاقاتى ولكن على المستوى الانسانى أيضا وبقوة .

شهر كامل كان كل يوم فيه جديدا بحق على كل المستويات ... شهر كامل كان النوم فيه هو المظلوم الوحيد .. شهر كامل كان غنيا لرجة إن التغيير هنا لم يكن طفيفا بل كان محوريا ويحمل صفة الانقلاب في افكارى واهتمامتى و احلامى.

كانت الفكرة, وأصبحت:

 أنا متخصص في كتابة مشاريع مؤسستي بشكل كبير وعلى مدار السنوات الماضية و كانت لدى افكارى الخاصة بالقضايا وكيفية مقاربتها والتفاوض والتواصل بشأنها ولكنها تغيرت بعد هذه الرحلة للتجاور مع هذه المؤسسات النشطة بحق .. والمؤمنة بحق بعملها, وكانت الفكرة التي افهمها عن المجتمع المدني هي تقديم مشاريع إلى المانحين ومن ثم تنفيذها ولكن الأمر الذي تأملته في القاهرة عبر الأحاديث مع من كنت أقابلهم هو أن التحضير فقط لكتابة مشروع مهم و يتطلب جهدا ووقتا طويلين فعندما كان يحدثني احدهم وعلى سبيل المثال الأستاذة عفاف من مركز قضايا المرأة المصرية أنهم بصدد النزول لعمل إحصاء للنساء الواتى لم يحصلن حتى ألان على أوراق إثبات الهوية سألتها عن التمويل لهذا المشروع فقالت أن النزول والندوات اللاحقة له هو جزء من العمل التحضيري للمشروع الذي ما يزال في طور الكتابة تلك الكتابة للمشروع الذي سيستمر كتابته ربما لأكثر من سنة, وكانت الفكرة لدى أن من الممكن طالما أننى اعمل على فئة إنسانية معينة اننى أستطيع مقاربة كل قضاياها الملحة عبر مشاريع متعددة ولكن ما اثبت لي جمال عيد من الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان كان مختلفا فليس التخصص في الفئة جيدا بقدر التخصص بقضية واحدة من قضايا هذه الفئة وطرح شبكته كمثال كشبكة متخصصة في الحق في التعبير و الذي من خلال هذا الحق فقط تكونت الشبكة وأصبحت مرجعا وقبلة للباحثين في تطور هذا الحق, وأيضا كانت الفكرة لدى أن المشروع طالما نفذ بشكل جيد فهذا يعنى انه يجب التقدم بفكرة جديدة تماما والعمل على نطاق جديد تماما ولكن ما وجدته هي أفكار تكتب في مدة طويلة وتنفذ في سنوات طويلة قد تتعدى عمر المؤسسة منذ الإنشاء وحتى الآنو وانه في دورة حياة أي مشروع فأن تنفيذ هذا المشروع بشكل جيد هو الأهم ويتم تناسى في دورة حياة المشروع مراحل مهمة نهائية كتقييم الأداء وقياس اثر هذا المشروع ولكن ما تأملتة هناك هو اهتمام كبير بهذه الحلقة من دورة حياة المشروع لأنها الأساس لمراحل لاحقة من المشروع ليصبح حينها مهما بحق, وإن هذه الأفكار التي اكتسبتها ما زلت أتأملها وأتعرف على كيفية تطبيقها على أي مشروع أكتبة في المستقبل القريب لمؤسستي " مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع " وعلى مستوى مؤسستي الحلم " مؤسسة ضمانات لحقوق الإنسان ", وكانت الفكرة إن المؤسسة طالما كانت محلية فمن الممكن أن لا تدخل ضمن قضايا عربية ولكن العديد من المؤسسات كمركز الأندلس لدراسات التسامح بالرغم من انه لا يعمل على مستوى اقليمى إلا أن الورشة الخاصة بدراسة نتائج قضية لرئيس السوداني البشير التي حضرتها كانت قد غيرت هذا المفهوم بداخلي جعلتني أتأمل العديد من القضايا الخاصة بالطفولة العربية والتي من الممكن مقاربتها في مؤسستي المحلية برغم أنها ليست محلية.

فرص ... فرص .. فرص :

كل حديث كنت أتداوله مع أي مؤسسة من المؤسسات التي قمت بزيارتها كنت حينها وسط الحديث أستقل بالتفكير عن كيفية استخدام هذه المعلومات في تكوين فرصة لي ولمؤسستي على المدى الطويل .. على مستوى الأفكار الجديدة والتي لم يتم تداولها حتى ألان في اليمن أو على مستوى شخصي والتعريف بنفسي لدى هذه المؤسسات النشطة مما فتح لدى فرصا لمشاركات في المستقبل القريب في فعاليات مهمة لدى هذه المؤسسات ستعمل على بناء قدراتي تدريجيا بشكل كبير في المستقبل فمن مركز الأرض الذي نشطت فيه في بعض المجالات التي تختص بالحقوق الإنسانية الخاصة بالعمال والمزارعين والفلاحين عبر مجموعه كبيرة من اللقاءات الاثرائية مع الأستاذ كرم صابر الذي لم يكن ليبخل على بأي معلومات كنت أحتفظ بها للتأمل فيها والتفكير بجودتها طوال تحديقي في سقف غرفتي فى الفندق, ومن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان واهتمامها بالتدوين والإعجاب الجيد بمدونتي .إلى مركز دعم التنمية وسؤالي الملح عن كيفية التقييم وقياس الأثر بشكل نموذجي مما أكسبني وعدا بمشاركات مهمة متخصصة في هذا المجال لمؤسسة متخصصة وتملك أدلة تدريبه غاية في الثراء و المنهجية, وهذا بالإضافة إلى مشاركتي في دورة بناء القدرات في حقوق الإنسان للقيادات الشبابية التي تعتبر نواة للمشاركة في مؤتمر الشباب العربي والإصلاح في العام المقبل, ولم يكن الإثراء من المؤسسات فقط بل حتى الشباب كانوا فاعلين ولديهم أفكار مهمة , وكذا المشاركة الجيدة في يوم الشباب العالمي مع برنامج سياج في مصر رغم اننى لست من ضمن الفريق ولكنى عندما رأيت الأطفال يرسمون تأملت فيهم كل الأطفال اليمنيين الذين مروا أمام عيناي في مؤسستي التي تعمل في الأساس في مجال فنون الطفل فاندفعت إالى المساهمة في تعليم الأطفال رغم عدم الطلب منى منأى أحد من المنظمين المشاركة في حديقة الازهر 12/ أغسطس 2008م

سفر, تطمئن عليك :

لم أكن اعرف أن سفر - صندوق تجوال الشباب العربي - بهذا الكم من الاهتمام بالأشخاص الذين يسافرون ضمن برنامجها فخلال مدة تجاوري وصلني اتصالين فقط من المؤسسة واتصال من الأسرة بينما كانت أي مشكلة تظهر في التجاور تجعل من -سفر- كابينة اتصالات نشطة لحل هذه المشكلة, وقد إستقبلت مجموعه كبيرة من الاتصالات والزيارات والمعلومات التي استقبلتها من منسق سفر في مصر الأستاذ أحمد عوض جعلتني أتأمل في هذا السياج " إن صح التعبير " الذي صنعته سفر حولي لجعل رحلتي أمنة ومريحة ونشطة ومفيدة تأملت وتسألت في هذا الموضوع فعلا ..... هل هذا السياج للتعرف فقط أنني نشط ولا اقضي الوقت في اللاشى أم انه فعلا لان سفر مهتمة بشكل حقيقي بكل من يسافر ضمن برامجها وتطرح ضمن أولوياتها القصوى الاطمئنان على الشاب منذ أن يغادر وطنه إلى أن يعود إلية وما زلت أفكر متأملا في إجابة هذا السؤال .

رب أخ لك لم تلده أمك :

محى الدين حرشاوى ... ناشط شبابي جزائري متميز في الفعاليات الشبابية المختلفة يحضر رسالة ماجستير في منظمات المجتمع المدني في الوطن العربي يملك الكثير من المعلومات .. تعرفت به عبر الانترنت من خلال شاب يمنى ومنذ أن وصلت إلى القاهرة كان متجر معلومات لي حول مميزات وعيوب كل مؤسسة من المؤسسات التي كنت قبل أن أزورها أقوم بزيارته .... يتعرف بشكل كبير على اليمنيين الفاعلون في مجال المجتمع المدني لرغبته في المعلومات الخاصة بالمجتمع المدني في اليمن في ظل الغياب الواضح في المعلومات بهذا الشأن, وكأن تأملي فيه وفى ما يفعله هو أن الشخص الذي في رأسه هدف فسوف يسعى إلى تحقيقه حتى ولو خسر الكثير من المال والوقت في سبيل ذلك فلأجل التعرف على المجتمع المدني في اليمن حاول إن يقدم لي المعلومات من جانب .. التسهيلات من جانب أخر ... حتى المسكن بعد نهاية شهر التجاور صمم على إن أكون ضيفة خلال الأسبوع الذي قضيته في مصر بعد انتهاء فترة التجاور, وأنني عندما أتاملة ألان وأفكر فيه أحس اننى يجب أن يكون لي أيضا ضمن اهدافى الكثيرة والمتشعبة هدف كبير أعمل على تحقيقه حتى ولو كان مرهقا ومكلفا .

خير جليس في الزمان كتاب:

مجموعه ضخمة من الكتب والإصدارات والنشرات والأدلة التدريبية التي جمعتها خلال الزيارات لأكثر من خمسة وعشرون مؤسسة أحسستها زادا يكفيني لسنوات كاملة ابني فيها قدراتي على المدى المتوسط والبعيد في مجال حقوق الإنسان , وفي وقت السفر كنت أملك ثلاث شنط منها شنطة ضخمة تحتوى على كل الكتب التي جمعتها خلال مدة الزيارة ... كنت قد حضرت قبل موعد الطائرة بثلاث ساعات وليس ساعتين كما هو المعهود ولكن الوزن الزائد جعل من القيمة الإجمالية تتعدى الإلف جنية للوزن الزائد, وحينها لم ينفع التحرك السريع للأستاذ أحمد عوض منسق سفر في إرسال تاكسي لأخذ شنطة الكتب وإرسالها لي فيما بعد إلى اليمن فقد وصل التاكسي متأخر من وسط القاهرة إلى المطار وطارت الطائرة ولم أستغنى عن الكتب, وحينها أيضا تأملت في الموضوع هل استغنى عن كل ما جمعته خلال شهر كامل من النشاط المرهق في القاهرة ورجعت إلى منزل محى الدين حرشاوى الذي استقبلني كما هو دوما مرحبا بحرارة, والتأمل الذي خرجت به في تلك اللحظة أن للكتاب قيمة قد تتعدى التأخير عن السفر ودفع تكاليف عن هذا التأخير ... المهم أن تبقى هذه الثروة بحوزتى وأن لا أرجع إلا بها وجاء موعد الرحلة القادمة بعد أسبوع من الموعد الحقيقي, ونظرت الى الثلاث الشنط التي بحوزتي ووجدت أن هناك الكثير مما أستطيع التخلص منة ... مجموعه كبيرة من الملابس التي أحضرتها رميت في القمامة ... شنطة صغيرة وثقيلة تخلصت منها ... شنطة الملابس الجلدية الكبيرة أهديتها لصديق , ومجموعه من الأدوات الشخصية كلها تخلصت منها خلال ذلك الأسبوع واحتفظت بالكتب وبعض الملابس .

أن الكتاب قيم أكثر من اى شى أخر مهما كان وخصوصا تلك الكتب التي كل كتاب فيها يمثل ثروة ليس على المستوى الفكري فقط ولكن على المستوى المادي فالأدلة التدريبية لوحدها ستعمل عند استثمارها على جلب نشاطات ضخمة وعلى المدى الطويل لمؤسستي ولى .

إسكندرية كمان وكمان:

في الأسبوع التالي لفترة التجاور كنت قد زرت الإسكندرية في التدريب الخاص بالقيادات الشبابية وأحببتها وفكرت اننى من الممكن أن أزورها مجددا وزرتها وقطنت بيت الشباب فيها وكان أسبوعا رائعا, وما تأملته في الإسكندرية وخرجت به أنها بالفعل متحف مفتوح فيها كل أنواع العمارة العالمية من الانجليزية إلى الايطالية إلى العربية وغيرها, وما تأملته في الإسكندرية أنها بالفعل صالة عرض فنية مفتوحة متخمة باللوحات في كل الشوارع وعلى الأرصفة وعلى الشؤاطى, والإسكندرية مدينة كوزمباليتانية متنوعة صادقت فيها الكورى الشمالى يوهانسن كيم و المحمدين من بنغلاديش وشاهدت بها كل أعراقا بشرية تخطو أمامي في الطريق أتعرف على تضاريسها وطرائق عيشها .

هل سيكون رمضان بالنسبة لي شهر المسلسلات :

كان تقضية أول أيام رمضان في مصر فرصة لمشاهد رمضان في مدينة أخرى رغم أنى لم أفطر فطورا مصريا بل كان فطورا جزائريا من الحليب والتمر, ومصر في رمضان فانوس كبير فالفوانيس المنتشرة في كل مكان كانت جميلة جعلتني أتأمل في روحانية ذلك البلد الذي يحوى الدين والدنيا .. يحوى الروحانية في أبعد مداها والمادية في أقصاها .. يحوى التاريخ الموغل في القدم والحداثة الحثيثة في سيرها, ولكنى عندما أتأمل في هذا الكم الكبير من الكتب وأشاهد في نفس الوقت إعلان مسلسل باب الحارة أظل أسال نفسى أيهما أهم .. أيهما أهم ... أيهما أهم .. وأذهب إلى غرفتي لامسك بالكتاب وإقراء وأذناي مفتوحتان على أخرهما لالتقاط أي جملة حوارية ضمن المسلسل, بعد هذه التأملات في المؤسسات والأشخاص وسفر والناس في الشارع والأفكار والنشاطات أحس نفسي متخما بالعديد من الأفكار الجديدة التي أختزنتها طوال شهر وأسبوع في جمهورية مصر العربية وأحس أنني إن استثمرتها بالشكل الصحيح فسوق يكون ذلك مفيدا لي بشكل كبير في المستقبل ولكن هل سأستطيع الاستفادة منها حقا ... سأحاول.

هل سأشكر أحدا ما :

بالطبع كل طاقم سفر بدون استثناء مع مضاعفة هذا الشكر لشخصيات محددة ضمن هذا الطاقم الذين سمعت صوتهم في اتصالات كثيرة جدا خلال الشهر, وأشكر كل المؤسسات المصرية وخصوصا المتوسطة التي كانت تعطيني الساعات وليس الدقائق وخصوصا مركز قضايا المراءة المصرية ومؤسسة المرأة الجديدة والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومركز دعم التنمية ومؤسسة شموع لرعاية الحقوق الإنسانية ومركز حابى للحقوق البيئيه ومركز هشام مبارك للقانون وبالطبع مركز الأرض لحقوق الإنسان مديرا تنفيذيا وطاقم عمل رائع وشكر خاص للمجلس العربي للطفولة والتنمية على ذلك الكم الكبير من الأدلة التدريبية المهمة جدا .. جدا لمسيرة مؤسستي ولنشاطي أنا بشكل شخصي, وأشكر الشاب الجزائري محي الدين على أخوته الرائعة وسأشكر احمد عوض منسق سفر في القاهرة على سياجه الذي كان على قدر كبير من الأمان, وأشكر الشباب المصري الذي كان يسايرني عند عدم معرفتي بالعنوان المعقد إلى أن يوصلني إلى بوابة العمارة التي بها المؤسسة .