Sat,Dec 21 ,2024

العربي, سيدة المجلات العربية

2020-12-24


كانت وما زالت من أهم المجلات التي يتصفحها العربي في بلاد العرب أو المهجر , ومن أرخص المجلات قيمة نقدية حتى الآن وأقواها محتوى وفائدة , ومن أكبر المجلات من ناحية الحجم, ومن أوسع المجلات العربية إنتشارا, وتقدم بين دفتيها أحدث المعلومات المتواجدة في العالم .

العربي كانت وما زالت تحترم الرأي وتحترم الرأي الأخر, خبز الفقراء ونبيذ الأغنياء, ويستطيع المعدم شرأها لأنها تقدم نفسها له بشكل شبه مجاني فلا يعقل أن تلك الطباعة الممتازة وذلك الورق المصقول وذلك الكم الكبير من المعلومات في كل مجلة لا يكلف المال, بل هو يكلف ولكنها أبت إلا أن تكون بين أيدي الفقراء قبل أن تكون في أيدي الأغنياء .

مجلة العربي, هكذا هي وهكذا ستظل, تقدم الجديد والمفيد والجمال والعروبة بأبهى صورها لكل الناس, والشخص الذي يشتريها دائما ما يسأل نفسه لماذا هذه المجلة التي لا تقدر بثمن تقدم نفسها للجميع هكذا وبلا ثمن .

هل لأنها مجلة العربي , بكل ما تحمله كلمة العربي من كرم وإيثار وحب .

هل لأنها ومنذ القدم ألت على نفسها إلا أن تكون لكل ناطق بحرف الضاد نورا وخبرة وتجدد.

هل لأنها كانت دائما قريبة من القلب إلى كل عربي وترفض إلا أن تصبح هي الأقرب في كل حين وزمن.

ها هي كل المجلات حاولت أن تنافسها, ومنها من إندثر ومنها من رفع أسعاره إلى الحد الذي أصبحت نسخا لا توجد إلا في المكاتب الفخمة أو عبر الاستعارة في المكتبات العامة وأصبح عشاقها يقلون ويتجهون إلى مجلتهم الأثيرة" مجلة العربي" والتي دائما ما كانت وما زالت محافظة على قيمتها المادية المنخفظة مهما كان ثمن تكلفتها فستظل محافظة على ثمن نسختها النقدية لتظل دائما في يد كل عربي من تحت خط الفقر وفوقه .

كل المجلات يقل عدد مقتنوها مع مرور زمن عليها وإرتفاع أسعارها إلا مجلة العربي , مقتنوها يزيدون ومن يملكها يكثرون , إنها العربي ملك لكل عربي.

هكذا يتفاخر الناس بها , أعرف أناسا كثيرون يتفاخرون بقولهم :

  •  أملك مئتى عدد من مجلة العربي في مكتبتي.

 كأنها كنزه .. كأنها روحه .. كأنها جزء منه وهو جزء منها .

في كل شهر تلمع أكثر , وفى كل شهر تصبح أكبر , وفى كل شهر تصبح في متناول قراء أكثر , و في كل شهر تطل على القراء كقمر مكتمل لا تشوبه شائبة , وحتى إذا ما شابته شائبة لغوية ولو كانت سكونا أو حرفا سقط سهوا سارعت إلى الإعتذار في الشهر التالي لأنها لم تكن في الشهر الماضي قمرا مكتملا .

يدرك الآخرون مسألة تهريب السلاح لحاجة الناس إليه في حروبهم التي لا يبدو أنها تنتهي, ويدرك الآخرون مسألة تهريب المخدرات لأن العديد من الناس مستعدون إلى أن يدفعون حياتهم ثمنا له , ويدرك الآخرون مسألة تهريب الطعام لحاجة الناس إليه ولأنهم سيشترونه مهما كان ثمنه عند الحاجة إليه, ولكن هل يدرك الآخرون ما السبب الذي يدعو إلى تهريب مجلة .

هذه هي العربي المجلة الوحيدة التي أخفيت تحت الثياب في أيام كانت خلالها غير مسموح بدخولها إلى بعض الأماكن , تلقفها الآخرون كأنها هدية لا تقدر بثمن يجب الحفاظ عليها وإخفائها من الأعين فهي المجلة التي مارست متعه التخفي من أعين العسس لتصل إلى عشاقها في كل مكان .

ها قد مررت السنوات .. جاءت فيها مجلات وإختفت فيها أخرى ولكنها من ظلت كل شهر تطبع منها أعداد أكثر, وكل شهر تزداد ألوانها القا, وكل شهر تكبر حجما, وكل شهر تصبح متاحة أكثر لكل العرب.

هي العربي .. كانت ومازالت درة الثقافة العربية , وكانت وما زالت كنز القراء, وكانت وما زالت وستظل سيدة المجلات العربية .