Thu,Mar 28 ,2024

إغتيال المراءة العربية

2020-12-24


المرأة العربية من أجمل نساء الكون على الإطلاق وما فى ذلك شك ,فموقعها فى محيط جغرافي يقع في منتصف العالم " في حال إيماننا بدور الجغرافيا والطقس في تشكيل جسد الإنسان " يتيح لها الاحتفاظ بمعدلات جمال عالية من ناحية أنها ليست فى مناطق متجمدة فتصبح حينها بيضاء كالثلج وليست فى مناطق استوائية لتصبح حينها سوداء, مع التركيز على كرامة وجمال تلك النسوة في هذه المناطق بإعتبار أن كل إمرأة جميلة بمعنى أو بأخر ضمن مجتمعها أو حتى على مستوى العالم فكل إمرأة جميلة, ولكن نعود ونؤكد أن المرأة العربية هي الأجمل, ومع دخول الوطن العربي عالم الفضائيات بداء العد التنازلي لظهور المرأة في أوضاع مختلفة داخل تنويعات من الفضائيات التي تقدم المرأة بشكل متعري فى عالم الأفلام والاغانى.

من البرامج المستحدثة والمنسوخة التي بدأت في الفضائيات العربية ظهرت مسابقات ملكات الجمال وخصوصا في القنوات اللبنانية والمصرية, ومحل الإنتقاد هنا هو مسألة عرض المرأة العربية ضمن خشبة مسرح تقدم المرأة كجسد أولا في تقليد أشبة بسوق النخاسة قديما, ومسابقات ملكات الجمال هو تقليد غربي في الغالب وتتميز بوجود جدول لأعمالها لا يتغير بتغير الدولة المنظمة له والقناة الناقلة له , فمع البدايات وهو دخول المتسابقات بأثواب عادية مرورا بدخلهن فيما بعد بأثواب السباحة وانتهاء بأثواب السهرة متكئات على رجال في تقليد ربما يذكرنا بالشكل التاريخي للعبد النصف عاري والمفتول العضلات بفعل الجهد الذي يقوم بة متقدما وفى يديه إحدى الجواري, وفي هذا العرض الذي تحاول فيه المرأة أن تتقدم جسدها بشكل كامل لدى المتفرجون للتصويت على جمالها والذي لا يمكن أن يكون بجمال فتيات عاديات من المجتمع لكونهن لا يهتممن بأجسادهن لجعله متاحا للعرى المجاني .

أن فى الدول الكثير من النساء الجميلات واللواتي قد يفوق جمالهن الكثير من ملكات الجمال والوصيفات اللواتي يعرضن أنفسهن على الفضائيات , وإن المرأة بشكل عام في الآداب الرفيعة تعتبر ضمير أمتها والمدافعة بشكل كبير على حريات ورفاه أمتها ابتداء من الأسرة وانتهاء بالمجتمع, ويذكر التاريخ العربي العديد من النسوة اللواتي قدمن حياتهن خدمة لمجتمعاتهن سواء في مناهضة الاحتلال أو في التحديث والبناء أو في قضايا المرأة نفسها, وما يزال التاريخ العربي يذكر بإجلال دور جميلة بو حيرد في الجزائر وغيرها كثيرات ممن ناهضن الإحتلال, وما يزال التاريخ يعرض حتى الآن بطولة الفتاة الفلسطينية والأم الفلسطينية في مناهضة الإحتلال الإسرائيلى , وما يزال الكثير منا يذكر بإجلال دور مجموعه من النسوة اللواتي ساهمن فى التحديث على المستويات الاجتماعية والأدبية و الثقافية في شتى أنحاء الوطن العربي من النسوة اللواتي إستطعن أن يقدمن صورة جميلة للمرأة العربية غير ما كانت تروج لها عن المرأة في عصر الحريم أو المرأة في عصر الفضائيات .

وحتى مع التحديث للمجتمعات ظهرت المرأة في عصر انفتاح الدول على منظمات المجتمع المدني لتستوعب أهم المناصب فيه لخدمة مجتمعها , وجميعهن قدمن وجه جيد للمرأة العربية ولكن ما يقوض كل هذه الأعمال الجليلة التي قامت بها المرأة العربية لصالح المرأة العربية ولصالح المجتمعات العربية هو هذه القنوات التي تعرض المرأة العربية داخل سوق نخاسة كبير يستعرض فيه جسد المرأة فقط لمتع الناظرون, ومما يؤسف له أن المرأة العربية ليست فقط تروج للجسد عبر الاغانى ومسابقات ملكات الجمال ولكن أيضا عبر الإعلانات التجارية التي لا يخلو من أي إعلان منها عن إمرأة تروج له حتى ولو كان أمواس حلاقة خاصة بالرجل .

إن ما يحدث هو ابتذال وترخيص للمرأة العربية التي وصلت إلى ما وصلت إليه وستصل إلى الأفضل في المستقبل حدث بعد جهد وأعمار كاملة ذهبت في خدمة قضاياهن فهل من الممكن أن يذهب كل ذلك أدراج الرياح في ظل قنوات فضائية لا تعرف عن المرأة شئ إلا ما يعرفه القواد عن فتاته التي يروج لها مظهرا مفاتنها للآخرين عسى أن تجد لها رواجا ليكسب هو, وأغلب الظن أن الكثير من الدراسات والأبحاث والمقالات قد استوعبت هذه الظاهرة وحاولت دراستها بشكل أفضل ولكن السوالهنا هو ما دور الاتحادات النسوية ومنظمات المجتمع المدني الخاصة بالمرأة في سبيل حماية المرأة من هذا الاستغلال الفج لجسدها داخل القنوات الفضائية؟, وما هو دور النساء ذوات الفكر الكبير والرفيع في هذا الموضوع الخاص بالمرأة على اعتبار أن التقنيات الفضائية قد أدخلت إلى دنيا المرأة العربية العديد من القيم التي تستهدف تدمير القيم الأخلاقية الرفيعة للمرأة العربية.

إن المرأة العربية مطالبة الآن إلى الحصول والمطالبة بالحقوق التي يجب أن تحصل عليها من دولها ومجتمعاتها كحق التعليم والصحة والرفاهة والحماية وهى مطالبة بأن تصبح كما كانت أخواتها من قبل نبراسا للآلاف من النسوة اللواتي مررن بهن, وهي مطالبة أيضا بأن تحمى مكتسبات من سبقها من النساء, وأن تعمل على مناهضة وتقويض الشكل الجديد لإستغلال المرأة كجسد في عصر الفضائيات.

إنها حرب على عدة جهات منها المجتمع نفسه والمرأة و العولمة بما تحويه من أفكار تمتهن المرأة وتهتم فقط بجسدها مما يجعل من دور المرأة العربية الآن مكثف وصعب أكثر من أي وقت مضى وبالتالي يجب أن تكون الآن اقوي حتى لا يجئ اليوم الذي يتم فيه اغتيال المرأة العربية بكل ما حوته من تراث وقيمة وكرامة وتجربة نسوية ملهمة.